@ 277 @ وأنجاد قبائل ملوية وانتهى إلى تنس فاستنفر من هنالك من زناتة وبعث الحاشدين في قياطينهم إلى جميع بلاد المغرب الأوسط وكاتب من بعد عنه من رجالاتهم فاجتمع له من ذلك جم غفير ثم زحف إلى فاس سنة تسع وعشرين وأربعمائة فأفرج عنها أبو الكمال ولحق ببلده ومقر ملكه من شالة وأقام بها إلى أن هلك سنة ست وأربعين وأربعمائة وكانت مدة استيلائه على فاس وأعمالها خمس سنين وقيل سبع سنين .
وكان أبو الكمال اليفرني يغلب عليه الجفاء والجهل ومع ذلك فقد كان صلبا في دينه مستقيما فيه مولعا بجهاد برغواطة كان يغزوهم مرتين في السنة إلى أن توفي ولما كانت سنة اثنتين وستين وأربعمائة وقتل ابنه في حرب لمتونة جاؤوا به ليدفنوه إلى جانب قبر أبيه أبي الكمال فسمعوا من قبره تكبيرا وتشهدا كثيرا فنبشوا قبره فألفوه لم يتغير منه شيء ثم رآه بعض قرابته في النوم فقال له ما هذا التكبير والتشهد الذي سمعناه من قبرك قال تلك الملائكة وكلهم الله بقبري يكبرون ويهللون ويسبحون ويكون ثواب ذلك لي إلى يوم القيامة قال وبم نلت ذلك قال بجهادي برغواطة حكي هذا الخبر في القرطاس والله على كل شيء قدير وأقام حمامة في سلطان فاس والمغرب إلى أن توفي سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة وقيل غير ذلك