@ 276 @ $ الخبر عن دولة حمامة بن المعز بن عطية المغراوي $ .
لما توفي المعز بن زيري بن عطية ولي بعده ابن عمه حمامة بن المعز بن عطية وليس بابن له كما زعم بعض المؤرخين وإنما هو ابن عمه وقع الاتفاق في بعض الأسماء فنشأ الغلط واستولى حمامة على عمل فاس والمغرب واستفحل ملكه وقصده الأمراء والعلماء وأتته الوفود ومدحه الشعراء .
وكانت الدولة بالأندلس قد تداعت إلى الاختلال فكان ذلك من أسباب استفحال الدولة المغراوية بفاس والمغرب واستقلال بالأمر فكان لحمامة من الظهور ما ذكرناه إلى أن أصابته عين الكمال بمنازعة أبي الكمال على ما نذكره $ الخبر عن دولة أبي الكمال تميم بن زيري اليفرني واستيلائه على فاس وأعمالها $ .
قد تقدم لنا أن بني يفرن كانوا قد تحيزوا إلى النواحي سلا فاستولوا عليهاوعلى مدينة شالة ثم ملكوا تادلا وما والاها من البلاد .
ثم لما كانت سنة أربع وعشرين وأربعمائة كان الأمير على بني يفرن أبا الكمال تميم بن زيري بن يعلى بن محمد بن صالح اليفرني فزحف من سلا إلى فاس في قبائل بني يفرن ومن انضاف إليهم من زتاته وبرز إليه حمامة في جموع مغراوة ومن إليهم فكانت بينهم حرب شديدة أجلت عن هزيمة حمامة ومات من مغراوة أمم واستولى تميم على فاس وأعمال المغرب ودخلها في جمادى الآخرة من السنة المذكورة واستباح يهود فاس فقتل منهم أكثر من ستة آلاف يهودي وسبى حرمهم واصطلم نعمتهم بالمرة ولحق حمامة بوجدة فاستمد من كان هنالك من قبائل مغراوة وزناتة