@ 274 @ شأنكم وسلم أنفسكم وأديانكم فالحمد لله علام الغيوب وغفار الذنوب ومقلب القلوب ذي البطش الشديد المبدئ المعيد الفعال لما يريد لا راد لأمره ولا معقب لحكمه بل له الملك والأمر وبيده الخير والشر إياه نعبد وإياه نستعين وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون وصلى الله على سيدنا محمد سيد المرسلين وعلى آله الطيبين وجميع الأنبياء والمرسلين والسلام عليكم أجمعين وإن المعز بن زيري بن عطية أكرمه الله تابع رسله لدينا وكتبه متنصلا من هنات دفعته إليها ضرورات ومستغفرا من سيئات حطتها من توبته حسنات والتوبة ممحاة الذنب والاستغفار منقذ من العتب وإذا أذن الله بشيء يسره وعسى أن تكرهوا شيئا ولكم فيه خيره وقد وعد من نفسه استشعار الطاعة ولزوم الجادة واعتقاد الاستقامة وحسن المعونة وخفة المؤنة فوليناه ما قبلكم وعهدنا إليه أن يعمل بالعدل فيكم وأن يرفع أعمال الجور عنكم وأن يعمر سبلكم وأن يقبل من محسنكم ويتجاوز عن مسيئكم إلا في حدود الله تبارك وتعالى وأشهدنا الله عليه بذلك وكفى بالله شهيدا وقد وجهنا الوزير أبا علي بن حذيم أكرمه الله وهو من ثقاتنا ووجوه رجالنا ليأخذ بشأنه ويؤكد العهد فيه عليه بذلك وأمرناه بإشراككم فيه ونحن بأمركم معتنون ولأحوالكم مطلعون وأن يقضي على الأعلى للأدنى ولا يرضى فيكم بشيء من الأدنى فثقوا بذلك واسكنوا إليه وليمض القاضي أبو عبد الله أحكامه مشدودا ظهره بنا معقودا سلطانه بسلطاننا ولا تأخذه في الله لومة لائم فذلك ظننا به إذ وليناه وأملنا فيه إذا قلدناه والله المستعان وعليه التكلان لا إله إلا هو ولتبلغوا منا سلاما طيبا جزيلا ورحمة الله وبركاته