@ 273 @ وغيرهم فاغتنم زيري تلك الفرصة من صنهاجة فزحف إليهم وأوغل في بلادهم وهزم جيوشهم ودخل مدينة تاهرت وجملة من بلاد الزاب وملك مع ذلك تلمسان وشلف والمسيلة وأقام بها الدعوة للمؤيد وحاصر مدينة آشير قاعدة بلاد صنهاجة وكتب إلى المنصور بن أبي عامر بذلك يسترضيه ويشترط على نفسه الرهن والاستقامة إن أعيد إلى ولايته وبينما هو محاصر لآشير يباكرها ويراوحها بالقتال انقضت عليه جراحاته التي كان جرحه الأسود فمات منها سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة $ الخبر عن دولة المعز بن زيري بن عطية المغراوي .
لما هلك زيري بن عطية اجتمع آل خزر وكافة مغراوة من بعده على ابنه المعز بن زيري فبايعوه وضبط أمرهم وأقصر عن محاربة صنهاجة وصالح المنصور بن أبي عامر وقام بدعوته ورجع إلى طاعته ولم يزل على ذلك إلى أن توفي المنصور وولي ابنه بعده عبد الملك المظفر فيايعه المعز أيضا ودعا له على منابره فعزل المظفر واضحا الفتى عن فاس وسائر بلاد المغرب وصرفه إلى الأندلس وكتب إلى المعز بن زيري بعهده على فاس وسائر أعمال المغرب حواضره وبواديه وذلك سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وشرط له المعز أن يؤدي إليه في كل سنة مالا معلوما وخيلا ودرقا يوصل ذلك إلى قرطبة وأعطاه مع ذلك ولده معنصر بن المعز رهنا وكانت نسخة كتاب العهد .
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله .
من الحاجب المظفر سيف الدولة دولة الإمام الخليفة هشام المؤيد بالله أمير المؤمنين أطال الله بقاءه عبد الملك بن المنصور بن أبي عامر إلى كافة أهل مدينتي فاس وكافة أهل المغرب سلمهم الله أما بعد أصلح الله