@ 200 @ الجيش ليدفعوا لهم المؤن وما وظف عليهم من الهدايا والأنزال فأرسل معهم السلطان مائتي فارس وعقد عليهم لابن عمه الشريف الفاضل الناسك مولاي سرور بن إدريس بن سليمان وجده سليمان هذا هو أحد ملوك هذه الدولة العلوية حسبما تقدم فلما توسطوا حلة آيت سخمان مع العشي تناجوا فيما بينهم والشيطان لا يفارقهم فاتفقوا على الغدر بأصحاب السلطان وفرقوهم على مداشرهم وحللهم فلما كان وقت العشاء الأخيرة أظهروا علامة بينهم وسعت كل طائفة إلى من عندها من أصحاب السلطان فأوقعوا بهم فقتلوا منهم نحو العشرين على ما قيل وأفلت الباقون بجريعاء الذقن وكان فيمن قتل منهم كبيرهم الشريف مولاي سرور المذكور وكان من خيار عشيرته رحمة الله عليه رموه برصاصة وطعنوه بتفالة وكانت هذه الفعلة الشنعاء بإشارة كبيرهم علي بن المكي من بقية آل مهاوش الذين تقدم الخبر عنهم في دولة السلطان مولاي سليمان رحمه الله ثم أسروا من ليلتهم تلك فلم يصبحوا إلا بآيت حديدو وآيت مرغاد وغيرهما من قبائل البربر وتفرقوا شذر مذر وبقي منهم نفر يسير على ما قيل فقبض عليهم من الغد وضربت أعناقهم وقال بعض من حضر الوقعة إنهم لما فعلوا فعلتهم هربوا من تحت الليل وتركوا زروعهم وأمتعتهم في مداشرهم ولما انتهى الخبر إلى السلطان بعث في طلبهم طائفة من عسكره وضم إليهم خيل شقيرين إخوانهم وكانوا راكبين مع السلطان مظهرين للطاعة فانتهبوا أمتعتهم وانتسفوا رزوعهم وهدموا أبنيتهم وحرقوا بيوتهم وأبلغوا في النكاية وتحامت خيل شقيرين ذلك إبقاء على إخوانهم وتعصبا للبربرية وربما دسوا إليهم من أعلمهم بالحال وأمرهم بالإبعاد في الارتحال ولما اطلع السلطان على خبيئة شقيرين أمر بنهب حللهم وأسر من ظفر به منهم وقتله فأوقع بهم جيش السلطان وقعة شنعاء فأسروا منهم عددا وافرا وضربوا أعناق نحو الثلاثين منهم وانتهبوا حللهم ومداشرهم حتى كأن لم تغن بالأمس ومن الغد جاءت نساؤهم وأطفالهم فاستجاروا بالمدافع واستغاثوا بالسلطان فرق لهم وسرح مساجينهم وكساهم وعفا عنهم وكان هذا كله في أواخر ذي القعدة من السنة المذكورة أعني