@ 183 @ أن نتسبب للمسلمين في غلاء أو نوافق لهم على ضرر وكفى بالله شهيدا وكيف والله سبحانه قد استرعانا عليهم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته والآن قد اشتد حرصهم على ذلك وتمالؤوا فيه على كلمة واحدة وصمموا عليه ولما أفضى الحال إلى ما افضى إليه مما لا ينبغي ولم يمكن إلا الإعلان بذلك والمشاورة فيه مع من يعتد به استشرنا فيه جميع من يشار إليه بالخير والفضل والدين والعقل والذكاء والدهاء موثوقا بديانته وأمانته فلم يشيروا فيه بخير واتفقوا على أن لا مصلحة في تسريح ذلك أصلا وبينوا ما يترتب على الكل من المفاسد ففصل الحيوان أول ما يترتب على تسريحه من الضرر غلاؤه على ضعفاء الرعية بل يؤدي إلى فقده بالكلية من هذه الإيالة وأشياء أخر لا يفي بها التعبير هنا وفصل النقص من الصاكة يترتب عليه ضعف المدخول الذي منه يقوم المخزن الجيش والعسكر ومصالح الرعية وأعظمها تضعيف الرعية بالقبض منهم كتضعيف المكوس وضرب الخراج عليها تقوية لبيت المال والجيوش وما أبداه بعض نواب الأجناس الراغبون في تسريح ذلك من المصالح المالية العائدة على رعيتنا السعيدة على مقتضى ما ظهر لهم ردوه بما يطول شرحه ولا يفي به قرطاس ولما رأينا الأمر استحال إلى أسوأ حال أو كاد تداركنا هذا الخرق بالرفء وجنحنا إلى السلم امتثالا لقوله تعالى ! < وإن جنحوا للسلم فاجنح لها > ! الأنفال 61 الآية وارتكبنا أخف الضررين فاقتضى نظرنا الشريف أن ظهر لكم درءا لتلك المفاسد المقدم على جلب المصالح أن يساعدوا على تسريح أشياء بقصد الاختبار من تلك الأمور الممنوعة الوسق كالقمح والشعير وذكران البقر والغنم والمعز والحمير ثلاث سنين فقط على شرط الاختبار في المنفعة التي ذكروها في تسريحه الكل بأعشاره المعلومة في مثله على أن يكون تسريح ذلك في وقت غلته مع وجود الخصب مدة من ثلاثة أشهر وبعد مضيها يثقف ولا يسمع كلام من أحد في تسريحه ولا يقبل منه عذر فيه وفي العام المقبل إذا كان صالحا يسرح ثلاثة أشهر بقصد الاختبار أيضا وإذا كان ناقصا لا يقع اختبار بتسريحه المدة