@ 181 @ فيه الفكر وأسهرنا أحداق الاعتبارات من صرف النظر لفتح مرسى آساكا مركز ساحل وادي نول ومجمع القبائل العربية والبربرية ومنتهى ذلك المسكون ولا سيما من جاءت بينهما كالام والعنصر وهما كالتوأمين لها يستمدان منها ويرضعان خلاصة لبن ثديها وهما القبيلتان الباعمرانية والتكنة ومن تراكم عليهما وارتدف من قبائل العرب والبربر أو كان على حكمهما فيما ارتضع وارتشف هذا إن كانت تصلح لذلك وتعود منفعتها على المسلمين والإسلام بعد الاستخارة مرارا في اختطاطها وتتحقق بصلاحيتها كشفا واستبصارا ونتوخى في الإقدام على ذلك بحول الله الأسد من الأنظار والمنهاج القويم الجاري على اعتراف هاتيك الأقطار ثم إن كانت موافقة للأصلح أقدمنا وإن لم يظهر وجه المصلحة أعرضنا عنها إلى غيرها قال الله العظيم ! < ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها > ! البقرة 106 وما آل إليه الأمر نعلمكم به ونشنف آذانكم بما سنح من سره فإنه لكل عمل نتيجة بعد العنوان والله المولى المستعان والهادي إلى سواء السبيل وهو نعم المولى ونعم الوكيل والسلام في تاسع شعبان الأبرك عام ثلاثة وثلاثمائة وألف ثم تجاوز السلطان أيده الله قطر السوس الأقصى إلى صحراء كليميم فوفدت عليه هناك أشياخ عرب معقل وكبراؤها خاضعين مطيعين وفرحوا بمقدم السلطان ووطئه بلادهم غاية الفرح حتى لقد اتخذوا موضع خبائه الذي كان مضروبا به مزارا يتبركون به إلى الآن إذ لم يكونوا هم ولا آباؤهم من قبل رأوا سلطانا بأرضهم ولا سمعوا بوصوله إليها وأجروا خيولهم وإبلهم بمحضره ولعبوا عليها بالبارود إذ عادة عرب الصحراء أن يسابقوا على الإبل كما يسابقون على الخيل ومن هناك وجه السلطان أيده الله كتيبة من جيشه إلى مرسى طرفاية فغيروا ما كان أحدثه أولئك التجار من النجليز بها وطمسوا أعلامه وفر من كان بها من النصارى إلى بابوراتهم التي كانت على ذلك الساحل وأمر أيده الله ببناء مرسى آساكا واتخاذها محلا للوسق والوضع هناك ورتب الحامية والعسات بتلك