@ 180 @ السنة المذكورة خرج السلطان مولاي الحسن أيده الله من حضرة مراكش غازيا بلاد السوس الأقصى وما وراءها من عرب معقل وسائر قبائل الصحراء لما بلغه من اضطراب الرعايا بتلك البلاد وخروجهم على ولاتهم وأن بعض تجار النجليز قد تسور على مرسى بتلك السواحل يسمى طرفاية ووصل يده في البيع والشراء ببعض القبائل الذين هناك وأراد أن يبني بالمحل المذكور فنهض السلطان أيده الله لحسم مادة هذا الفساد ولما توسط بلاد السوس وأصلح أحوالها وثقف أطرافها كتب كتابا إلى ولاة المغرب يقول فيه بعد الافتتاح ما نصه وبعد فإنا بحول الله القوي المعين الفاتح لما اغلق كما يشاء في الحين أو بعد حين المؤيد بعنايته عبده في كل مصدر ومورد وتحريك وتسكين كتبنا إليكم هذا يوم حلولنا وسط خدامنا قبائل آيت باعمران بحبوحة مجامع قبائل السوس الأقصى ومناخ الأعيان نعلمكم بما واجهنا المولى سبحانه في هذه الحركة المباركة من تعاقب المنن والأيادي وابتسام ثغر الزمان بما أملناه من العلي المنان في هذا النادي لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وبيده مقاليد السموات والأرض وهو الولي والنصير والسميع والبصير فكان من أمر هذه القبائل السوسية والقساملة الساحلية أن تلقوا ركابنا السعيد أفواجا أفواجا ناشرين أعلام الفرح تجاه جيوش الله المظفرة سري وإدلاجا حاشدين جموعهم مصحوبة بأعيانهم ومن يعتد به من فقهائهم وشرفائهم ومرابطيهم من غير أن يكون جمعهم خداجا مستنتجين للفوز بخاطرنا الشريف مقدمات الامتثال والسمع والطاعة لله ولرسوله استنتاجا مقدمين بين يديهم هداياهم متترسين بأبنائهم وإخوانهم وسراياهم مادين أعناق الامتثال عاضين بالنواجذ على الخدمة وصالح الأعمال فأتوا بمؤنتهم على قدر الاستطاعة ومهدوا لسلوك الجيش السعيد ما صعب من طرقهم حتى صارت مسلوكة مشاعة ونحن في كل ذلك نعاملهم بالبرور ونبسط البشر إليهم ونقابلهم بما ارتسم فيهم من السرور وها نحن بحول الله جادون في الخلوص إلى المقصد الذي لأجله نقلنا هذه الخطوات واستعملنا