@ 176 @ مع كون البلاد لم تنكح بالمخزن مدة من السنين تنيف على عدد الستين ولو لم ننل من هذ الفتوح الباهرة بفضل الله إلا عشرا لكان في جنب من قدم عهده بالمخزنية كثرا ولكان ما عودنا سبحانه إلا الجميل إذ هو المتصرف الغني القاهر القوي الكفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل ثم ولينا عليهم من القضاة من فيهم الكفاية لإقامة شرائع الدين ولم نأل جهدا في انتخابهم من أمثل المقلدين علما بأن الشرع عليه المبنى وبه يعمر المغنى ويغزر الحس والمعنى ثم تطارح شرفاؤهم ومرابطوهم على أعلى جنابنا بإقرارهم على عوائدهم وإبقائهم على أعرافهم ومحاتدهم التي عندهم عليها ظهائر أسلافنا المقدسين أئمة المسلمين وأمراء المؤمنين وكذا ظهائر من غبر من الملوك المتقدمين رضوان الله عليهم أجمعين فانتهجنا نهجهم وسمكنا بحول الله أوجهم وساعدناهم فأقررنا وجددنا لكل ظهيره وأجريناه على ما أسس له من المجد وجعلناه نجيه وسميره وحيث كان القصد الأهم من هذه الوجهة المباركة هو حماية ذمار هؤلاء المسلمين والدفاع عن بلادهم ورقابهم وأموالهم مما طمحت إليه نفوس المؤملين وكان ملاك ذلك هو فتح المرسى بوادي نول بمحل يسمى آساكا بأرض قبيلتي تكنة وآيت باعمران إذ بفتحها يستقيم أمر الدفاع ويسهل على أهل ذلك المحل البيع والابتياع يقينا بأن سد أبواب الضرر من الأمر المحتوم وإرشاد الضال في الشرع من المقرر المعلوم تسابق القبيلتان المذكورتان اللتان تلقيتا جنابنا العالي حين عبرنا وادي والغاس وقصدنا بجيوش الله بلادهم قصد طبيب آس فتلقوا ركابنا السعيد بمحل يعرف بآمصاو قرب مرسى تسمى باكلو إذ هو الطرف الموالي لآيت باعمران المسمى بالساحل وإليه شدت هذه المراحل وبين آمصاو ومحل المرسى الذي أريد فتحه مرحلتان وبثلاث عشرة ساعة ميقاتية مقدرتان فأتوا بشرفائهم وفقهائهم ومرابطيهم وأعيانهم وأشياخهم المالكين لقيادهم فقوبلوا بما قوبل به أمثالهم وناسب أن يتصف به حالهم ثم ولينا عليهم عدة من العمال جعلناهم بحول الله عدة في تلك الأعمال وحينئذ وقع الكلام معهم في شأن المرسى فامتثلوا ما أمرناهم به من فتحها امتثال