@ 175 @ المذكور وإلا أفضى الحال إلى ما لا يليق فرأى السلطان أعزه الله أن من الواجب أن ينهض إلى تلك البلاد ليباشر أمرها بنفسه لا سيما وكان أهلها قد بعد عهدهم بإجراء الأحكام السلطانية فيما بينهم على مقتضياتها فنهض إليها في رمضان من السنة المذكورة فانتهى منها إلى قرب وادي نول ومهد أقطارها وولى على أهلها القضاة والعمال واتخذ هناك مرسى للوسق والوضع تسمى آساكا وكتب في ذلك كتابا لولاة المغرب يقول فيه بعد الافتتاح أما بعد فإنا لما نهضنا من مراكش بحول الله وقوته وسطوته الباهرة وصولته وجيوش الله المظفرة موفورة وجنوده سبحانه مقطورة وأعلامها منشورة منصورة نهضة معتمد على مولاه متقلد لما قذف في قلبه فأبداه متمسك بعروته الوثقى التي من استمسك بها بلغ مناه وانتهينا بمعونة الله لمبدأ هذه الأقطار السوسية وامتطينا صهوتها وهي ذلولا في ربوع اليمن ساعيه وبنود الله خافقة على مفارق الظفر وبذرى المجد سامية تواردت على حضرتنا العالية بالله الوفود متناسقة متتابعة وانتظمت في سلك السمع والطاعة والخدمة الجامعة فتسارعوا إلى ما إليه دعوا وتلقوه تلقي الظمآن فنهلوا وكرعوا وأوقدوا لوفود كبرائهم وأعيانهم وأشياخهم مصباحا واستضاؤوا بضياء نور الله غدوا ورواحا ومدوا أعناق الإذعان وبسطوا أيدي المسالمة والإبقاء عليهم والامتنان بعد ما كانت قد بلغت منهم القلوب الحناجر وارتعدت فرائصهم من هيبة الله ثم اطمأن البر وشرق الفاجر وانتهبت أجفان المراسم المخزنية التي عفت بعد نومتها فانظر إلى أثر رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها وصرفنا إليهم عنان الترتيب بعد أن وطأنا لهم كنف الترحيب فبوأنا من توسمنا فيه الأهلية للتولية على إخوانه مهادا وقلدناه أمرهم جمعا وفرادى وضربنا للكل فيها على مقتضى السياسة بمعونة الله بسهم مصيب وأرعيناه من مربع خدمتنا الشريفة المرعى الخصيب حتى وقع التمكن من أزمتهم وأجلسنا خاصتهم وعمالهم على أسرتهم فاتصلت بهم المخزنية اتصال الأرواح بالأجساد واستنارت هذه الأرجاء بنور الله استنارة عمت الحاضر والباد فأدوا من الطرف والهدايا ما فيه غنية لمن ركب متن المزايا