@ 169 @ آيت يوسي وآيت شغروسن وآيت عياش وآيت والان من جهة الشمال وامتدوا امتدوا إلى حدود وادي النجاة وربط حذوهم من جهة الغرب وراء وادي النجاة القائد العربي بن محمد الشرقي المدعو بابا محمد ووصل جناحه عليهم قبائل الغرب والحوز وصار بنو مطير في مثل أفحوص القطاة وضاق بهم رحب الفضاء وأيقنوا بالهلاك والبوار ولفظتهم السهول والأوعار ونهبت الجنود زروعهم القائم والحصيد واستخرجت من مخزونهم الكثير والعتيد ولما انتهى الحال بهم إلى هذه الغاية تطارحوا على السلطان بالشفاعات وأكثروا من التوسل بالذبائح والعارات فرق لهم وأقلع عنهم بعد أن ألزمهم إعطاء خمسمائة مرهون ووظف عليهم مائة وخمسين ألف ريال بعد أداء الحقوق ورد المظالم وشرط عليهم إخراج قبيلة مجاط من بين أظهرهم وضمنهم طريق مكناسة وفاس وجعل العهدة فيها عليهم جريا على عادتهم القديمة من جعلهم النزائل بها والحراس فالتزموا ذلك كله وأدوه وبعد ذلك نهض السلطان عنهم إلى مكناسة فدخلها أواخر رجب الفرد من السنة واستمر بها إلى أن دخلت سنة سبع وتسعين ومائتين وألف فنهض إلى فاس ولما احتل بها فرق الجيوش في النواحي لجباية الزكوات والأعشار والوظائف المخزنية فانتهت السرايا والبعوث إلى آيت يزدق من برابرة الصحراء فأذعنوا وأدوا ما كلفوا به من الزكوات والأعشار وغيرها وإلى آيت يوسي وغيرهم فأطاعوا وأذعنوا إلا آيت حلى وهم بطن من آيت يوسي فإنهم انحرفوا عن عاملهم وأبوا من أداء ما وظف عليهم فأوقع بهم جيش السلطان وقطعوا منهم عددا من الرؤوس وساقوا مثلها من المساجين فعلقت الرؤوس بأسوار فاس وبعد ذلك أذعن آيت حلى للطاعة فقبلهم السلطان أيده الله وألزمهم ولاية عاملهم الذي كانوا منحرفين عنه وكان ذلك في أواخر صفر من السنة المذكورة ثم كان عيد المولد الكريم فاحتفل له السلطان على العادة وبعث إلى حضرته صاحبنا الفقيه أبو محمد عبد الله بن خضراء بقصيدة ميلادية يقول فيها .
( أمل المديح محبرا يا منشد % وأعده تطريبا فذلك أحمد ) .
( هذا أوان مسرة وسعادة % هذي الليالي الغر هذا الموعد )