@ 166 @ الخطابة بالمسجد بعد شيخنا المذكور شقيقه الفقيه أبو الحسن علي بن محمد عواد وهو مجيد في الخطابة ومن أهل المروءة والدين والعلم وفقنا الله وإياه والمسلمين لما يحبه ويرضاه وفي هذه الأيام استدعى السلطان أيده الله خديمه الأمين الأرضى السيد محمد بن الحاج محمد التازي الرباطي إلى حضرته العالية بالله بمراكش فقدم عليه الأمين المذكور وأجل السلطان مقدمه وأسند إليه أمر خراج المغرب ومراسيه ومستفاداتها وما يتبع ذلك من صوائرها وفوض إليه في ذلك تفويضا تاما لعلمه بنصحه وأمانته وضبطه وهذا الرجل من أمثل أهل المغرب وأصدقهم وأنصحهم للسلطان وأشدهم غيرة على الدين والوطن حتى لو كان في الدولة عشرة رجال على شاكلته ومذهبه لكان يظن أن يكون لها بذلك النجاح التام نسأل الله تعالى أن يصلح أمرها ويشيد بمنه عزها وفخرها وفي ربيع الثاني من السنة ورد أمر السلطان أعزه الله على ولاة العدوتين أن يوجهوا عددا من أمنائهم وعدولهم للخدمة السلطانية بالمراسي المغربية فقدموا عليه بمراكش وكان في جملتهم أخونا في الله الفقيه العلامة الحافظ أبو محمد عبد الله بن الهاشمي بن خضراء السلاوي فقال قصيدة في مدح السلطان نصره الله نصها .
( لبيك لبيك يا خير السلاطين % أدامك الله في عز وتمكين ) .
( دعوت عبدك فاستجاب مبتدرا % وقد اناخ على الطير الميامين ) .
( يهدي إليك تحية مباركة % أذكى وأطيب من مسك ونسرين ) .
( ممرغا وجنتيه فارحا جذلا % إذا فاز منك بتخصيص وتعيين ) .
( مؤملا راجيا بلوغ مقصده % مستبشرا برضى بالنجح مقرون ) .
( يا نجح سعيي ويا بشراي قد سعدت % حالي وفزت بتقريب وتأمين ) .
( من مبلغ معشري أني أويت إلى % ظل مديد يظلني ويؤويني ) .
( ظل الإله على عباده وكفى % به كفيلا وذخرا للمساكين ) .
( رب السماح فما معن بن زائدة % وأين من راحتيه نهر سيحون ) .
( لله من ملك جلت مآثره % عن أن يحيط بها حصر بتدوين ) .
( دعا المعالي فانقادت ملبية % يضيق عن وصفها بطن الدواوين )