@ 156 @ .
( جاءتك تطلبك القبول عائذة % بالله من شر وسواس وخناس ) .
( فليهنها أنها تشرفت بك إذ % حوت معاني من مديحك الراسي ) .
( وأنها لك قد وافت مهنئة % بليلة ذات أسفار وإهلاس ) .
( أكرم بها ليلة غراء قد فضلت % بأفضل الرسل كل ذات إغباس ) .
( إذ أشرق الكون من أنوار مولده % حتى كفاه سناها كل نبراس ) .
( والشرك في الهون قد أضحت طوائفه % مستيقنين حلول البؤس والبأس ) .
( إذ هالهم أمر أحمد وأوقعهم % في حيرة عبثت بهم وإبلاس ) .
( تيقنوا أنه ما كان يخبرهم % بشأنه كل قسيس وشماس ) .
( وأصبحت جملة الأصنام ساقطة % منكسات الرؤوس أي تنكاس ) .
( وفي انصداع البناء أصبحت عبر % لهم كذا في خمود نار أفراس ) .
( والجن لا تصل السماء إذ منعت % منها بشهب لرميها وحراس ) .
( ومن يرم منهم للسمع مسترقا % ينحط محترقا منها بمقباس ) .
( محمد صفوة الباري وخيرته % من خلقه الجن والأملاك والناس ) .
( جاءت شريعته البيضا مطهرة % للدين من كل أدران وأدناس ) .
( ولم تزل أمد الأعصار رافعة % عن الهدي كل شبهة وتدلاس ) .
( أصل الهدى والندى فليس يشبهه % هطال غيث ولا تيار رجاس ) .
( فلا تقسه بشيء في مكارمه % فما ترام خلاله بمقياس ) .
( فإنه البحر في فضل وفي كرم % وفي الشجاعة ضيغم بأخياس ) .
( كانوا به يتقون في الوغا بدلا % عن اتخاذ مغافر وأتراس ) .
( أسرى به الملك الأعلى لحضرته % والروح مونسه أتم إيناس ) .
( والليل أحرس ليس فيه يسمع من % صياح ديك ولا عواء لواس ) .
( حتى دنا فتدلى ثم كلمه % وقد رأى ربه بمقة الراس ) .
( ونال من فضله عزت جلالته % ما لا يسام بأوهام وأحداس ) .
( فآب والدين أسست قواعده % على أصول حميدة وأساس ) .
( تراه كالقمر المنير في غسق % من الدجى بين أصحاب وجلاس ) .
( غدا يحدث والملا يصدقه % وليس يرتاب غير المائق الماس )