@ 143 @ في جموع مؤلفة من الجيش السعيد المظفر وأنجاد نظام العسكر وغزاة القبائل الغربية بربرية وعربية إلى بني سادان وآيت شغروسن فأوقع بهم وقتل وأسر وانتسفت الجيوش زروعهم وبعثرت أرضهم وديارهم فلجؤوا إلى بني وراين فأمر السلطان أيده الله بقتال الجميع ثم جاء بنو وراين متنصلين متبرئين إلى السلطان منهم فقبلهم وولى عليهم رجلا من أعيانهم ثم جاء بنو سادان وآيت شغروسن تائبين خاضعين فعفا عنهم ووظف عليهم مائة ألف مثقال وزيادة أربعمائة من الخيل فأذعنوا لأدائها واستوفاها السلطان أعزه الله منهم في أوائل شعبان من السنة ثم تقدم إلى تازا فدخلها في أوائل الشهر المذكور ولما احتل بها قدمت عليه وفود قبائلها متمسكين بحبل الطاعة داخلين فيما دخلت فيه الجماعة فرحين مغتبطين وبكل ما أمكنهم من الخدمة متقربين وجاءت عرب الأحلاف ومن جاورهم حاملين هوادجهم المحلاة بأحسن حليهم وشاراتهم التي يستعملونها في مواسمهم وزيهم فقابل السلطان أعزه الله كلا بما يجب من المجاملة وحسن المعاملة ما عدا ثلاث فرق من غياثة المجاورين لتازا وهم بنو أبي قيطون وأهل الشقة وأهل الدولة فإنهم كانوا يضرون بأهل تازا ويغيرون عليهم فألزمهم السلطان أيده الله بأداء ما تعلق لهم بذمتهم فأدوه في الحال ثم وظف عليهم ثلاثين ألف ريال أخرى لبيت المال فأدوها أيضا عن طيب أنفسهم ومن عداهم من أهل غياثة فإنما أدوا الزكوات والأعشار وأظهروا حسن الطاعة والامتثال وفي هذه الأيام جيء إلى السلطان بالهبري أسيرا فإنه لما خرج السلطان أعزه في طلبه وطلب غيره أبعد في الصحراء ولم تزل تلفظه البلاد وتتدافعه الشعاب والوهاد إلى أن ساقته خاتمة النكال إلى قبيلة بني كلال وهم على أربع مراحل من تازا فقبضوا عليه وجاؤوا به إلى السلطان أسيرا حتى أوقفوه بين يديه مصفدا كسيرا فأظهر الهبري الجزع وتضرع وخضع فحقن السلطان أعزه الله دمه وأمر به فطيف في المحلة على جمل ثم أمر ببعثه إلى فاس فسجن بها بعد أن طيف