@ 142 @ .
( فلنمدحنك في الحياة وإن نمت % قامت عظامتنا بمدحك بعدنا ) .
( خذها إليك خريدة فكرية % طلعت بغيظ قلوب أبناء الزنى ) .
( بهرت قلوب ذوي النهي بمحاسن % منعت خرائد فكرهم أن تحسنا ) .
( فاصرف إليها منة عين الرضى % وامنع بفضلك حسنها أن يغبنا ) .
( دامت إليك من المهيمن نصرة % تدع المعاند ضارعا مستهجنا ) .
( بمحمد المختار جدك خير من % قد أوضح النهج القديم وبينا ) .
( صلى عليه الله ما جن الدجى % وأمالت الريح الجنوب الأغصنا ) .
( والآل والصحب الصناديد الذرى % والمانحي قصادهم نيل المنا ) .
ثم شرع السلطان أعزه الله بجمع العسكر وتنظيمه زيادة على ما كان في حياة والده فألزم أهل فاس بخمسمائة وألزم أهل العدوتين بستمائة وألزم غيرهما من الثغور بمائتين مائتين ولم يتخذ من مراكش ولا أعمالها شيئا فصعب على الناس ذلك وجمعوا منه ما قدروا عليه واعتنى السلطان أعزه الله به فكان يباشر عرضه وترتيبه بنفسه وفي أيام مقامه بفاس نبغ نابغ بأعمال وجدة يقال له أبو عزة الهبري من هبرة بطن من سويد وسويد من عرب بني مالك بن زغبة الهلاليين وكان هذا الرجل فيما زعموا يخط في الرمل ويتعاطى بعض السحريات فتبعه بعض الأوباش الذين لا شغل لهم وتأشبوا عليه ودنا من أطراف الإيالة وقوي حسه وكان السلطان أعزه الله عازما على النهوض إلى تلك الناحية وتمهيدها ونفي الدجاجلة عنها فاستعد غاية الاستعداد وجدد الفساطيط وكسى الجنود فرسانها ورماتها قديمها وحديثها وعرضها كلها ثم نهض من فاس منتصف رجب سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف ولما بات في الليلة الثانية بآيت شغروسن أغار على المحلة ليلا أبو عزة الهبري ومعه سعيد بن أحمد الشغروسني ويقال إنه إدريسي النسب فماجت المحلة بعض الشيء ثم تراجع الناس وأخذوا مراكزهم وصوبوا المدافع وآلات الحرب نحو عدوهم فشردوهم فكان ذلك آخر العهد بهم وقبض على عدد من أصحابه وقطعت رؤوس منهم وتقدم السلطان أعزه الله