@ 102 @ .
من وقعة إيسلي مع الفرنسيس ثم جد فيه في هذه الأيام فجمع منه ما تيسر جمعه ثم رتب المكوس على الأبواب والمبيعات وكتب في ذلك كتبا للآفاق فمما كتبه لأمناء مرسى الدار البيضاء في ذلك ما نصه وبعد فإنا لما أخذنا في جمع النظام للمصلحة المتعينة الواضحة البينة المقر أمرها لدى الخاص والعام واجتمع منه عدد يسير واختبرنا ما صير عليه في شهر واحد فاجتمع فيه عدد كثير فكيف أن جمعنا منه عددا معتبرا يحصل به المراد ويكون قذى في أعين أهل العناد اقتضى الحال ذكر ذلك لكبراء التجار لينظروا فيما يستعان به على أمرهم إذ لا بد من كفايتهم وإلا انحل نظام جمعهم وفي ذلك ما لا يجهله من له أدنى عقل ومحبة في الدين فأشاروا بفرض إعانة لا ضررفيها على الرعية وسطروها في ورقة وهي كل شيء بالنسبة لما ارتكبه الملوك في مثل هذا للاستعانة به على المصالح المرعية وللضرورة أحكام تخصها كما هو معلوم مقرر ومسطر في غير ما ديوان محرر ثم اقتضى نظرنا أن نسند الأمر في ذلك لأهل العلم ليقرروا للناس حكمه تقريرا تنشرح له الصدور ويعمل بمقتضاه في الورود والصدور وإن كان جلهم يعلم هذا إذ من المعلوم أن الرعية لا يستقيم أمرها إلا بجند قوي بالله ولا جند إلا بمال وهو لا يكون إلا من الرعية على وجه لا ضرر فيه وقد أخذ الناس هذه مدة بحضرتنا العالية بالله وبمكناسة وتازا والعدوتين ومراكش في ذلك وسلكوا في ترتيبه أحسن المسالك ولا نشك أن بركة ذلك تعود عليهم في أموالهم وأولادهم وأنفسهم فبوصول هذا إليكم قوموا على ساق الجد في القبض من الناس بالباب على نحو ما في الورقة المشار إليها ولا دخل للنصارى في ذلك والله أسال أن يبارك للمسلمين في مالهم ويعوضهم خلفا آمين والسلام في الثاني والعشرين من رجب الفرد الحرام عام سبعة وسبعين ومائتين وألف وإذا انجر بنا الكلام على اتخاذ العسكر وترتيبه فلا بد من تتميم الفائدة بذكر كلام نافع