@ 100 @ .
حالهم وتبصر في جميع أمورهم وما هم عليه في قتال عدوهم من الضبط وعدمه وهل هم مكفيون في جميع ما تدعو الحاجة إليه أم لا واستوعب ذلك وائتنى بالأمر على وجهه قال فذهبت فوصلت إلى المحلة يوم الخميس وفي صبيحة اليوم الذي يليه كان حرب أبي صفيحة فجاء النذير إلى المولى العباس وأخبره بأن المسلمين الآن يقاتلون العدو قال فركبت في جماعة من الناس وذهبت لأنظر حال المسلمين وحال عدوهم كما أمرني السلطان رحمه الله فوصلت إلى مقاتلة المسلمين فإذا هم يرتادون موضعا ينزلون به أثقالهم ويضربون به أخبيتهم ليتفرغوا لقتال عدوهم فإذا هم عزموا على النزول بوادي آكراز فأجهضهم العدو عنه بالرمي بالكور والضوبلي وهو متقدم أمام لا يثنيه شيء فتأخروا عن ذلك المحل ونزلوا بمحل أمنوا به على أخبيتهم وأثاثهم ثم تقدموا إليه وقاتلوه قتالا شديدا حتى ردوه على عقبه بالموضع المعروف بآمصال مرتين أو ثلاثا وقتلوا منه ما جاوز الحصر وفي ذلك اليوم استشهد عامل سفيان وبني مالك أبو محمد عبد السلام بن عبد الكريم بن عودة الحارثي وبات العدو تلك الليلة بوادي آكراز الذي كان المسلمون أرادوا أن ينزلوا به وباتت محلة المسلمين بالفنيديق وتفرق جل متطوعتها كل إلى حال سبيله على عادتهم وكان الوقت وقت شتاء وبرد غاية .
قال فلم يعجبني ذلك ومن الغد وهو يوم السبت أصبح العدو مقيما والمسلمون مقيمين كذلك وكان الرأي أن يعاجلوه بوقعة أخرى ويلحوا عليه كي يكسروا شوكته ويهضموا ما دام متألما ولا يتركوه حتى يجم ويستريح لكنهم لم يفعلوا ودار الكلام في ذلك اليوم في الصلح فأذعن كل من الأميرين أمير المسلمين وأمير النصارى وجنحوا إليه لأنهم كانوا معا قد سئموا الحرب وملوا القتال ثم من الغد وهو يوم الأحد تداعوا للاجتماع بعد أن نهض العدو من محله الذي كان نازلا به واجتمع وانكمش وأظهر القوة بالتهييىء للحرب والتعبئة للقتال حتى أنه إذا كان صلح فذاك وإلا فالقتال فعل ذلك مكيدة والحاصل أن المولى العباس تقدم في جماعة من وجوه الجيش