@ 94 @ .
( وحسنوا الظن تنجوا % دنيا ويوم القيامة ) .
( وفوضوا الأمر لله % يكف عنا انتقامه ) .
( ما فاز إلا ذكي % قدم خيرا أمامه ) .
( حيث أقامه يرضى % ولو بقصر كتامة ) .
( ولا يزل ذا انتظار % في كل وقت ختامه ) .
( يراقب الله سرا % وجهرة باستدامه ) .
( يطلب حسن ختام % وحل دار المقامة ) .
ثم إن أردنيل بعد أن رتب الحكام بتطاوين عاد إلى محلته وقسم عسكره قسمين وأنزله مكتنفا للبلد شرقا وغربا واختار منه عشرة آلاف فأدخلها المدينة وبقي هو خارجا بإحدى المحلتين قال إن جيشه كان يوم دخل تطاوين سبعين ألفا كلها مقاتلة في غاية الاستعداد وكمال الشوكة ثم أمر بالنداء في البلد أن من أوقد نارا تلزمه العقوبة الشديدة حذرا من أن تكون هنالك مينا للمسلمين أو ما أشبهها فبقي الناس على ذلك نحو أربعة أيام لم يوقدوا فيها نارا ونادى أيضا بأن من فر من أهل البلد ولم يأت إلى متاعه وأصله إلى سبعة أيام فلا شيء له بعد ولم يقدم شيئا على نقل البارود والمدفع الذي كان للمسلمين بالمدينة فأما المدفع فحمله إلى أصبانيا وأما البارود فجعله بضريح ولي الله تعالى سيدي السعيدي وكذا فعل بجميع آلات الجهاد ثم عمد إلى ضريح سيدي عبد الله البقال فجعله كنيسة وجعل مسجد الباشا مختزنا للأرز والشعير ومسجد القصبة مختزنا للكليط ثم سار في المسلمين بالتوقير والاحترام ولم يسمهم خسفا ولا كلفهم شغلا ولا اقتضى منهم مغرما كان يتألفهم بذلك ومن باع منهم شيئا أضعف له في الثمن وأربحه وكذا فعل مع أهل المداشر الذين حول البلد حتى اتخذ الناس سوقا بموضع يعرف بكدية المدفع خارج تطاوين وشاع خبره في قبائل الجبل فانهاروا عليه من كل جانب وربحت الناس فيه ثم كتب أردنيل كتبا وبعث بها إلى قبائل الجبل يعدهم ويمنيهم إن هم قدموا عليه وخالطوه بالبيع والشراء ويتوعدهم إن لم يفعلوا فقدموا من كل أوب وارتفعت الأسعار