@ 92 @ .
بالفتح فقالوا إن المفاتيح قد ذهبت في الفتنة فقال اكسروا الأقفال فكسروها ودخل ودخل معه كبراء عسكره فتوجه هو إلى دار المخزن فنزل بها وافترق كبراء العسكر في المدينة بأيديهم ورقات مكتوب فيها أسماء الدور التي ينزلون بها كل واحد بداره مكتوبة في ورقته فكان أحدهم يسأل عن دار الرزيني وآخر يسأل عن دار اللبادي وآخر يسأل عن دار ابن المفتي وهكذا بحيث دخلوا على بصيرة بأمره البلد ودور كبارها فاستقر كل واحد منهم في داره التي عينت له وأما الذين ذهبوا نحو القصبة فإنهم لما وصلوا إلى السور أنشبوا فيه سلاليم من قمن غلاظ برؤوسها مخاطيف معوجة وتسلقوا فيها بسرعة ولما صاروا في أعلى البرج رفعوا سنجقهم في أعلى الصاري وأخرجوا عليها مدفعا ولما سمع المشتغلون بالنهب والقتل حس المدفع رفعوا رؤوسهم إلى البرج وبمجرد ما وقع بصرهم على بنديرة العدو تلوح خرجوا على وجوههم فارين كالنعم الشارد فالأمر لله ولا حول ولا قوة إلا بالله وا أسفي على الدين وأهله ولما استقر العدو بالبلد رتب حكامها وكف اليد العادية عنها وولى على المسلمين الحاج أحمد آبعير المذكور آنفا وكان دخوله إلى تطاوين واستيلاؤه عليها ضحوة يوم الإثنين الثالث عشر من رجب سنة ست وسبعين ومائتين وألف ورثاها الأديب الشريف السيد الفضل أفيلال بقصيدة يقول فيها .
( يا دهر قل لي على مه % كسرت جمع السلامة ) .
( نصبته للدواهي % ولم تخف من ملامة ) .
( خفضت قدر مقام % للرفع كان علامه ) .
( ملكته لأعاد % ليست تساوي قلامة ) .
( فالدين يبكي بدمع % يحكيه صوب الغمامة ) .
( على مساجد أضحت % تباع فيها المدامة ) .
( كم من ضريح ولي % تلوح منه الكرامة ) .
( علق فيه رهيب % صليبه ولجامه ) .
( ومنزل لشريف % وعالم ذي استقامة )