@ 83 @ .
( هنيئا لنا نحن العبيد فإننا % بسؤدد مولانا الإمام نسود ) .
( ودونك يا خير السلاطين كاعبا % بديعة حسن للنهي تتودد ) .
( تدير كؤوس الراح دون تأثم % إذا هي أثناء المحافل تنشد ) .
( فلا زلت ما بين الملوك مخيرا % كما اختبر ما بين المعادن عسجد ) .
وفي هذه الأيام ظهر المولى عبد الرحمن بن سليمان بن محمد وقرب من فاس طالبا للملك قيل إن بعض أبناء عمه بفاس ومكناسة لما توفي السلطان رحمه الله كاتبوه واستحثوه للقدوم وواطأهم على ذلك بعض عبيد البخاري وبعض البربر الذين بأحواز مكناسة ولما قرب من فاس كان الفقيه أبو عبد الله محمد العربي بن المختار الجامعي يومئذ يلي أمر شراقة بها فقام في ذلك أحسن قيام وحمل الناس على الثبات والتمسك بطاعة أمير المؤمنين سيدي محمد بن عبد الرحمن فكان ذلك سببا في سكون هذه الفتنة وانحسام مادتها فرجع المولى عبد الرحمن بن سليمان عوده على بدئه وآيس من بلوغ قصده وأقام بزاوية العياشي عند البربر إلى أن أضمحل أمره ولما قدم السلطان سيدي محمد رحمه الله من مراكش إلى مكناسة اجتاز بمدينة سلا ونزل برأس الماء في الثالث والعشرين من صفر سنة ست وسبعين ومائتين وألف وبعد الزوال دخل في جماعة من حاشيته وزار الشيخ أبا محمد عبد الله بن حسون والشيخ أبا العباس أحمد بن عاشر رضي الله عنهما ودخل البستيون الكبير ورأى مدافعه منصوبة على عجلات الحديد وكانت تغوص في الأرض إذا جرت من شدة ثقل المدافع فأشار بأن يفرش لها بساط من العود الجيد المحكم الصنعة والتركيب حتى يتأتى جريانها عليه بلا كلفة فصنعت لها كما أشار رحمه الله وقد كنت مدحته بقصيدة لم يبق على ذكري الآن منها إلا بيتان وهما .
( حوى العلويون المعالي كلها % وما منهم إلا ذرى المجد صاعد ) .
( ولكن أمير المؤمنين محمد % هو البدر في العلياء وهي الفراقد )