@ 61 @ .
العشاء مدة من شهر ونحوه ففزع الناس من ذلك وتخوفوه كما قال أبو تمام .
( وخوفوا الناس من دهياء مظلمة % إذا بدا الكوكب الغربي ذو الذنب ) .
وفي سنة ست وستين ومائتين وألف أحدث السلطان المكس بفاس وغيرها من الأمصار أحدثه أولا في الجلد على يد المصطفى الدكالي بن الجيلاني الرباطي والمكي القباج الفاسي ثم أحدثه في البهائم ثم تفاحش أمره في دولة ابنه السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمن رحمه الله وهلم جرا .
وفي هذه السنة وذلك ليلة السادس والعشرين من رمضان توفي ولي الله أبو عبد الله سيدي عبد القادر العلمي البركة الشهير صاحب الأزجال الملحونة وكانت وفاته بمكناسة الزيتون ودفن بحومة سيدي أبي الطيب وعليه بناء حفيل إلى الغاية رحمه الله ورضي عنه وفي هذه السنة بعث السلطان ولده المولى عبد القادر وهو ابن اثنتي عشرة سنة إلى سلا بقصد القراءة بها فنزل بدار قاضيها أبي عبد الله محمد بن حسون عواد وكتب إليه السلطان رحمه الله بأن يعود الولد المذكور الخشن من المطعم والملبس وأن لا يمكنه من شرب الأتاي إلا مرة أو مرتين في الجمعة وفي هذه السنة أيضا كان الغلاء الكبير والجوع المفرط وكان أكثره بقبائل الحوز من ابن مسكين وعبدة ودكالة وغيرهم فأهرعت هذه القبائل إلى بلاد الغرب والفحص وأكلت الناس الجيف والميتة والنبات وصار يعرف عند أهل البادية بعام الخبيزي وعام يرني وكان الرجل يأكل ولا يشبع وإذا أمعن في الأكل وتضلع شبعا لم تمض إلا هنيهة حتى تضطرم أحشاؤه جوعا وكان المد بسلا ورباط الفتح وهو مد كبير جدا قد بلغ ثمانية عشر مثقالا فجعله العامة تاريخا يقولون كان ذلك عام ثمانية عشر مثقالا .
وفي سنة سبع وستين ومائتين وألف وذلك ليلة الأربعاء الثالث والعشرين من ربيع الثاني منها توفي الفقيه العلامة القاضي بسلا أبو عبد الله محمد بن حسون عواد ودفن بزاوية الشيخ سيدي أحمد بن عبد القادر التستاوتي من