@ 26 @ .
البحرية وصار الغزو في البحر يثير الخصومة والدفاع والتجادل والنزاع ويهيج الضغن بين الدولة العلية ودول الأجناس الموالية لها حتى كاد عقد المهادنة ينفصم وأكد ذلك اتفاق استيلاء الفرنسيس على ثغر الجزائر وهو ما هو فوجم السلطان رحمه الله وأعمل فكره ورويته فظهر له التوقف عن أمر البحر رعيا للمصلحة الوقتية ولقلة المنفعة العائدة من غزو المراكب الإسلامية وانضم إلى ذلك إعلان الدول الكبار من الفرنج مثل النجليز والفرنسيس بأن لا تكون المراكب إلا لمن يقوم بضبط قوانين البحر التي يستقيم بها أمره وتحمد معها العاقبة وتدوم بحفظها المودة على مقتضى الشروط ومن مهمات ذلك ترتيب القناصل بالمراسي التي تريد الدولة دخول مراكبها إليها وتجارتها فيها أي دولة كانت ومن هذه المهمات ما قد لا يساعد عليه الشرع أو الطبع مثل الكرنتينات وما يترتب عليها إلى غير ذلك مما فيه هوس كبير فاشتد عزم السلطان رحمه الله على ترك ما يفضي إلى ذلك وتأكد لديه إهماله لتوفر هذه الأسباب ولعمري أن تركه لمصلحة كبيرة لمن أمعن النظر فيها وما يعقلها إلا العالمون وأما فتنة النابريال هذه فإنها تفاصلت بواسطة النجليز حيث وجه باشدوره مع باشدور النابريال فقدما على السلطان رحمه الله مكناسة في شهر ربيع الأول سنة ست وأربعين ومائتين وألف $ استيلاء الفرنسيس على ثغر الجزائر وما ترتب على ذلك من دخول أهل تلمسان في بيعة السلطان المولى عبد الرحمن رحمه الله $ .
كان استيلاء طاغية الفرنسيس على ثغر الجزائر في آخر المحرم فاتح سنة ست وأربعين ومائتين وألف وكان السبب في ذلك أن أتراك الجزائر كانوا يومئذ مع الفرنسيس على طرفي نقيض قد تعددت بينهم الوقعات برا وبحرا وكثرت بينهم الذحول والترات وكان الترك يؤذونهم أشد الإذاية وأمير