@ 17 @ .
أصيلا وزار وليها أبا عبد الله محمد بن مرزوق وتبرك به ثم مر بالعرائش وهكذا تتبع الثغور ثغرا ثغرا إلى آسفي وفي أثناء ذلك ورد عليه الخبر بانتقاض الشراردة على المولى المأمون صاحب مراكش وخروجهم عن الطاعة وإفسادهم السابلة ونهبهم الرفاق وأبدؤوا في ذلك وأعادوا حتى كانوا يصلون إلى جنات مراكش فسدد السلطان رحمه الله قصده نحوهم وكان من أمره معهم ما نذكره $ فتح زاوية الشرادى والسبب الداعي إلى غزوها $ .
قد قدمنا ما كان من أمر المهدي بن الشرادي الزراري مع السلطان المولى سليمان رحمه الله بما فيه كفاية ثم لما بويع السلطان المولى عبد الرحمن بايعه المهدي في جملة الناس ولما قدم السلطان مراكش قدمته الأولى لقيه الشراردة في خمسمائة فارس بمشرع ابن حمى مؤدين الطاعة ففرح السلطان بهم وأكرم وفادتهم ولما عزموا على الرجوع كان في جملة ما قال لهم السلطان رحمه الله إن ما فات قد مات وما نهب في أيام الفتنة فهو هدر ومن الآن من فعل شيئا يخاف على نفسه فرجع الشراردة إلى بلادهم وعيد السلطان بمراكش عيد المولد فحضرت الوفود وحضر الشراردة في جملتهم وساقوا للسلطان خمسة عشر جملا من الكتان وخمسة أحمال من الملف وأربعة آلاف مثقال عينا مما كانوا نهبوه من صاكة الصويرة قبيل وفاة السلطان المولى سليمان رحمه الله حسبما أشرنا إليه قبل فكان من تمام إحسان السلطان إليهم وتألفه إياهم أن قال لهم افرضوا لي مائتي فارس منكم تذهب إلى درعة وهذا الكتان والملف هو كسوتهم والمال صائرهم ففعلوا وكساهم السلطان وأنعم عليهم ثم لما ولى أخاه المولى المأمون على مراكش مرضوا في طاعته ودعا المهدي تهوره إلى أن شكاه إلى السلطان وهو بمكناسة يومئذ ويعتد عليه بأنه يأخذ منهم الزكوات والأعشار على غير وجهها الشرعي وأنه ولي عليهم أربعة عمال أو خمسة عوض عامل واحد