@ 150 @ .
فكتب أهل فاس إلى قواد البربر يستنصرونهم على الودايا ويستقدمونهم للنظر والخوض معهم فيمن يتولى أمر الناس فقدم الحسن بن حمو واعزيز المطيري كبير آيت أدراسن في وجوه قومه وقدم الحاج محمد بن الغازي كبير زمور وبني حكم في وجوه قومه فاجتمعوا بأهل فاس وتفاوضوا في أمر البيعة فوقع اختيارهم على المولى إبراهيم بن يزيد وكان ذا سمت وانقباض وصهر السلطان على ابنته وكان يسكن بدرب ابن زيان قرب المدرسة العنانية فكان لا يخرج إلا من الجمعة إلى الجمعة يصلي بالمدرسة ثم يعود إلى داره فاختاروه لذلك من غير اختبار ولا تمحيص ثم قالوا إن السلطان لا بد له من مال ورجال فتكفل ابن واعزيز بالرجال وقال عندنا من الخيل والرجال ما لن يغلب من قلة وتكفل الحاج الطالب بن جلون بالمال وأحال على جماعة من التجار وسماهم وذكر أن السلطان لما عزم على السفر إلى مراكش ودع عندهم بواسطته مالا له بال ولما تم لهم ما أرادوا غدوا على المولى إبراهيم بن يزيد فأحضروه وشرطوا عليه شروطا منها إخراج الودايا من فاس الجديد وكانوا كلما شرطوا عليه شرطا حرك لهم رأسه أي نعم ثم بايعوه صبيحة الرابع والعشرين من محرم سنة ست وثلاثين ومائتين وألف ويقال إنهم لما خاطبوه أولا امتنع فقالوا له إن لم نبايعك بايعنا رجلا من آل المولى إدريس رضي الله عنه فخاف خروج الأمر من بيتهم وأجاب والله أعلم وحضر هذه البيعة الشريف سيدي الحاج العربي ابن علي الوزاني والشيخ أبو عبد الله سيدي محمد العربي الدرقاوي وكان ابن الغازي الزموري من أخص أتباعه وهو رئيس البربر في ذلك الوقت وعليه وعلى ابن واعزيز كانت تدور هذه الأمور وحضرها أيضا أبو بكر مهاوش كبير آيت ومالو ولما أحكموا أمرهم كتبوا إلى العبيد بمكناسة ليساعدوهم فامتنعوا إلا أن من كان يبغض السلطان منهم وعدهم سرا ثم كتبوا إلى الودايا بمثل ما كتبوا به إلى العبيد فكانوا عنها أبعد فبعث أهل فاس الشيخ