@ 144 @ .
خمس وثلاثين ومائتين وألف ولما فرغوا من اليهود التفتوا إلى أهل فاس فاستاقوا السرح وبهائم الحرث والجنات ومنعوا الداخل والخارج فقام بفاس هرج عظيم وغلقوا الأبواب ومالوا على من وجدوه من الودايا داخل البلد فأوقعوا بهم ونهبوهم وحمل الناس السلاح ونقلت البضائع والسلع من الأسواق إلى الدور خوفا عليها واجتمع أهل الحل والعقد منهم فعينوا من يقوم بأمرهم فقدم اللمطيون رجلا منهم يقال له الحاج أحمد الحارثي وقدم أهل العدوة رجلا منهم يقال له قدور المقرف وقدم أهل الأندلس رجلا منهم يقال له عبد الرحمن بن فارس فضبطوا البلد وبينما هم كذلك قدم عليهم جماعة من أعيان الودايا وتلافوا أمرهم معهم والتزموا رد ما نهبوه لهم من السرح وما نهب في جملة أموال اليهود مما كان يصنع عندهم فخمدت بذلك نار الفتنة بعض الشيء وقد قال أدباء الوقت في هذا الخطب الذي اتفق في هذه المدة جملة من الأشعار من ذلك قول الكاتب البارع أبي عبد الله محمد بن إدريس الفاسي .
( أعين العين للمحبين داء % والدوا في شفاهها والشفاء ) .
( فإذا ما رمين سهما لصب % فالهوى قد هوى به والهواء ) .
( كيف يعدل نحو رأيي عذول % من رمته ظبي اللحاظ الظباء ) .
( سعد ساعد أخا الغرام بقرب % من سعاد فقد عناه العناء ) .
( زارني ضيف طيفها فشجاني % وسرى الطيف للمحب حباء ) .
( هب شوقي أذهب نشر كباها % وعرتني من ذكرها العرواء ) .
( فسقى عهدها العهاد وحيا % الملك العادل الحياء الحياء ) .
( ليس إلا أبا الربيع ربيع % خلقه الجود والجدي والوفاء ) .
( بسليمان قد سلمنا وسدنا % فالعلي منزل له والعلاء ) .
( ملك ملك العلا والمعالي % وسما فله الفخار سماء ) .
( غرة المجد درة العقد من قد % راق من فضله السنا والسناء ) .
( نجل خير الورى وأفضل من فذ % نبأت بظهوره الأنبياء )