@ 203 @ $ الدولة الإدريسية $ $ الخبر عن دولة آل إدريس بالمغرب الأقصى وذكر السبب في أوليتها $ .
أعلم أنه قد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين ) وفيه أيضا أنه صلى الله عليه وسلم قال ( لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان ) .
قال الحافظ ابن حجر لو فقد قرشي فكناني ثم رجل من بني إسماعيل ثم عجمي على ما في التهذيب أو جرهمي على ما في التتمة ثم رجل من بني إسحاق وأن يكون شجاعا ليغزو بنفسه ويعالج الجيوش ويقوى على فتح البلاد ويحمي البيضة وأن يكون أهلا للقضاء بأن يكون مسلما مكلفا حرا عدلا ذكرا مجتهدا ذا رأي وسمع وبصر ونطق .
وتنعقد الإمامة ببيعة أهل الحل والعقد من العلماء ووجوه الناس المتيسر اجتماعهم وباستخلاف الإمام من يعينه في حياته ويشترط القبول في حياته ليكون خليفة بعد موته وباستيلاء متغلب على الإمامة ولو غير أهل لها كصبي وامرأة إن قهر الناس بشوكته وجنده وذلك لينظم أمر المسلمين اه .
ثم نقول قد تقدم لنا أمر الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم وأن السلف أطبقوا على أن ترتيبهم في الفضل عل حسب ترتيبهم في الخلافة وتقدم لنا أيضا ما كان من علي ومعاوية رضي الله عنهما وأن ما صدر منهما كان اجتهادا محضا وطلبا للحق وأن الصواب كان مع علي رضي الله عنه والكل مأجور .
ثم لما قتل علي رضي الله عنه بايع أهل العراق ابنه الحسن رضي الله عنه وزحف إليه معاوية في أهل الشام ورأى الحسن ما في حقن دماء المسلمين وجمع كلمتهم من الثواب عند الله والكرامة لديه فاختار الأخرى على الدنيا