@ 131 @ .
زي فاخر وشوكة تامة وبعد انفصالهم عنها طرأ على السلطان من بعض الثغور البحرية خبر بأن عمارة العدو تروج بالبحر وتجتمع عند جبل طارق ولم ندر إلى أين تريد فتأخر السلطان عن الخروج حتى يتبين له أمر هذه العمارة ثم ورد الخبر اليقين بأنها قد قصدت ثغر الجزائر وأصاب الفرنج من هدم الأبراج وتخريب الدور والمساجد وحرق الأشجار شيئا كثيرا لكن لما رجعوا مفلولين مقتولين هان الأمر وصغرت المصيبة ولما جاء البشير بانهزام الفرنج عن الجزائر قوي عزم السلطان على متابعة من وجه من عسكره إلى الصحراء فخرج في غرة ذي القعدة من السنة المذكورة فيمن تخلف معه من العسكر وقبائل العرب والبربر وجد السيرإلى أن عمر وادي ملوية فلقيه البشير هنالك بخبر الفتح والاستيلاء على القصور وقتل أهلها وسبيهم ونهب بضائعهم وأمتعتهم فجد السير إلى أن خيم بأغريس ومنها كتب إلى القائد أحمد أن يوافيه بالجيش لبلاد فركلة للنزول على القصور الخربات التي بها آيت عطة فاجتمعوا مع السلطان بها ونصبوا عليها المدافع والمهاريس ودام الرمي عليها ثلاثة أيام حتى كثر الهدم والقتل وعاينوا الموت الأحمر فأرسلوا إلى السلطان النساء والصبيان للشفاعة في الخروج بؤوسهم فأمنهم ولما جن الليل خرجوا حاملين أولادهم على ظهورهم خوفا من معرة الجيش ولما أصبح السلطان أمر بنهب ما في القصور من القوت والمتاع والكراع وكمل فتح هذه الأماكن التي كانت نقمة لأهل ذلك القطر الصحراوي ولما من الله على السلطان بهذا الفتح شكر صنع الله له بأن فرق على العسكر وقبائل تلك الأقطار ما وسعهم من الخيرات .
قال صاحب الجيش أعطى الشرفاء مائة ألف مثقال غير ما كان يعطيهم في كل سنة وقسم رحمه الله ذلك بخط يده فكتب لدار مولاي عبد الله كذا ولشريفات حموبكة كذا ولشرفاء تافيلالت كذا ولشرفاء تيزيمي وأولاد الزهراء كذا ولشرفاء الرتب كذا ولشرفاء مدغرة كذا ولشرفاء زيز