@ 128 @ .
فسار العامل المذكور وقصد قلعية عش الفساد ولما شارفها سرب إليهم العساكر فنهبوا أموالهم وحرقوا مداشرهم وانتسفوا أرضهم وديارهم وتركوهم أفقر من ابن المدلق ثم بث عماله في تلك القبائل فجبوها واستوفوا زكواتها وأعشارها وعاد ظافرا وفي هذه السنة وذلك صباح يوم الجمعة السابع عشر من محرم منها توفي الشيخ العلامة الإمام خاتمة المحققين بالمغرب سيدي محمد الطيب بن عبد المجيد بن عبد السلام ابن كيران الفاسي صاحب التآليف البديعة والحواشي المحررة مثل شرح الحكم العطائية وشرح السيرة النبوية وغير ذلك من التآليف المعروفة والموجودة بأيدي الناس .
ثم لما دخلت سنة ثمان وعشرين ومائتين وألف بلغ السلطان ثانيا أن أهل الريف لا زالوا مقيمين على بيع الزرع للنصارى وأنهم أضافوا إلى بيع الزرع بيع الماشية وقد كان السلطان منع النصارى من وسق ذلك بالمراسي فافتات هؤلاء القوم على السلطان وأعطوهم من ذلك ما أرادوا طمعا في الربح وكان السلطان قد تقدم إلى القائد محمد السلاوي في كفهم عن ذلك لأنه كان قد ولاه عليهم وأضافهم إلى من كان إلى نظره من أهل الجبل والثغور فكان لا يلتفت إليهم وربما قبض أهل المروءة منهم على سفلتهم ممن يتعاطى ذلك ويبعثون بهم إليه فيسرحهم على طمع فاتسع الخرق وصار كلهم يفعل ذلك ولما تحقق السلطان بفعلهم أمر رؤساء قراصينه أن يذهبوا إلى جهة الريف ومراسيها وكل من عثروا عليه بها من مراكب النصارى فليأخذوه فساروا وقبضوا على بعض النصارى فأسروهم ولم يقنعه ذلك حتى أمر بغزو الريف وعزم على النهوض إليهم بنفسه وأذن في الناس بذلك وجهز العساكر مع القائد محمد السلاوي ووجه معه ولده المولى إلراهيم بعساكر الثغور وعرب سفيان وبني مالك فساروا على طريق الجبل وخرج السلطان من فاس في السنة المذكورة ومعه السواد الأعظم فسلك الجادة إلى تازا وكارت حتى نفذ إلى بلاد الريف فلم يرعهم إلا العساكر محيطة بهم من كل وجه فنهبوهم وحرقوا مداشرهم واستخرجوا