@ 119 @ $ وصول كتاب صاحب الحجاز عبد الله بن سعود الوهابي إلى فاس وما قاله العلماء في ذلك $ .
وفي هذه المدة أيضا وصل كتاب عبد الله بن سعود الوهابي النابع بجزيرة العرب المتغلب على الحرمين الشريفين المظهر لمذهب بهما إلى فاس المحروسة وأصل هذه الطائفة الوهابية كما عند صاحب التعريبات الشافية وغيره أن فقيرا من عرب نجد يقال له سليمان رأى في المنام كأن شعلة من نار خرجت من بدنه وانتشرت وصارت تأكل ما قابلها فقص رؤياه على بعض المعبرين ففسرها له بأن أحد أولاده يجدد دولة قوية فتحققت الرؤيا في ابن ابنه الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان فالمؤسس للمذهب هو محمد بن عبد الوهاب ولكن نسب إلى عبد الوهاب فلما كبر محمد احترمه أهل بلاده ثم أخبر بأنه قرشي ومن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وألف لهم قواعد وعقائد وهي عبادة الله واحد قديم قادر حق رحمان يثيب المطيع ويعاقب العاصي وأن القرآن قديم يجب اتباعه دون الفروع المستنبطة وأن محمدا رسول الله وحبيبه ولكن لا ينبغي وصفه بأوصاف المدح والتعظيم إذ لا يليق ذلك إلا بالقديم وأن الله تعالى حيث لم يرض بهذا الإشراك سخره ليهدي الناس إلى سواء الطريق فمن امتثل فبها ونعمت ومن أبى فهو جدير بالقتل فهذه أصول مذهبه وكان قد بثه أولا سرا فقلده أناس ثم سافر إلى الشام لهذا الأمر فلما لم يجد به مراده رجع إلى بلاد العرب بعد غيبته عنها ثلاث سنين فاتصل بشيخ من أشياخ عرب نجد يقال له عبد الله بن سعود وكان شهما كريم النفس فقلده وقام بنصرة مذهبه وقاتل عليه حتى أظهره واقتسم الرياسة هو ومحمد بن عبد الوهاب فابن عبد الوهاب صاحب الاجتهاد في مسائل الدين وابن سعود أمير الوهابية وصاحب حربهم ولا زال أمر هؤلاء الوهابية يظهر شيئا فشيئا إلى أن تغلبوا على الحجاز والحرمين الشريفين وسائر بلاد العرب ثم