@ 201 @ .
ومن جهالاتهم الفظيعة جمعهم بين اسم الله تعالى واسم الولي في مقامات التعظيم كالقسم والإستعطاف وغيرهما فإذا أقسموا قالوا وحق الله وحق سيدي فلان وإذا عزموا على أحد قالوا دخلت عليك بالله وسيدي فلان وإذا سألوا قالوا من يعطينا على الله وعلى سيدي فلان فيعطفون اسم العبد على اسم مولاه بالواو المقتضية للتشريك والتسوية التامة في مقام قد حظر الشارع أن يتجاوز فيه اسم الله إلى غيره وهذا هو صريح الشرك .
ومن مناكرهم الجديرة بالتغيير اجتماعهم كل سنة للوقوف يوم عرفة بضريح الشيخ عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه ويسمون ذلك حج المسكين فانظر إلى هذه الطامة التي اخترعها هؤلاء العامة .
ومن اختراعاتهم تسميتهم لبدعتهم بالحضرة كما قلنا أخذا من اسم حضرة الله تعالى في إصلاح الأئمة العارفين من الصوفية كأهل رسالة القشيري ومن في معناهم فأوهم هؤلاء الشياطين بهذه التسمية أنهم يكونون في حال اشتغالهم بتلك البدعة في حضرة الله تعالى ثم يذهبون فيسمون جنونهم وتخبطهم على تلك الطبول والمزامير بالحال أخذا من الحال التي تعتري السالك إلى الله تعالى في حال ترقيه في درجات المعرفة والوصول وهذا لعمر الله من أقبح الضلالات واشنع الجهالات إلى غير هذا مما أغني فيه العيان عن الخبر وعرفه الخاص والعام في حالتي الورد والصدر .
ولسنا ننكر على أولياء الله وأهل الخصوصية منهم أو على من يسلك سبيلهم على الوجه المقرر في كتب الأئمة المقتدى بهم منهم وإنما نشرح حال هؤلاء الجهلة الذين لم يأتوا الأمر من بابه ولا أخذوه عن أربابه وإنما حالهم ما رأيت وعلمت وهذه نفثة مصدور صاحبها عند المنصف معذور فنسأل الله العظيم المولى الكريم أن يحرك همة من له القدرة والتصرف إلى حسم هذه الضلالات وقطعها عسى أن يرحمنا ربنا ويجبر كسرنا ويكبت