@ 108 @ .
يحيى بكسر الياء الأخيرة فاستاقوا ماشيتهم وسبيهم وقدموا بهما على السلطان فسرح السلطان السبي .
ثم دخلت سنة ثمان عشرة وثمانين وألف فيها أغار آيت أدراسن على رفاق تافيلالت بطريق ملوية ونهبوا بعض القفل وذلك بسبب أن السلطان كان قد قبض على محمد بن محمد واعزيز وسجنه بالجزيرة وولى عليهم أخاه أبا عزة بن محمد واعزيز فلم يقبلوه وجمعوا كلمتهم على ابن عمه أبي عزة بن ناصر وكان منحرفا عن السلطان ومفارقا له فولوه أمرهم ولما رأى السلطان اعوجاجهم سرح لهم محمدا واعزيز وولاه عليهم وأمره بالقبض على أبي عزة بن ناصر فأبى فغضب السلطان عليه ثانية وهم به ففر محمد واعزيز وكشف وجه العصيان فنهض حينئذ إلى آيت أدراسن في العساكر وأرسل إلى قبائل آيت ومالو أن يأتوهم من خلفهم وتقدم هو حتى نزل بقرب آعليل ووقعت الحرب فنصر الله السلطان وانهزم آيت أدراسن ونهبت مواشيهم واحتوى البربر على حللهم وفر أولاد واعزيز الثلاثة برؤوسهم لآيت ومالو وشرعت العساكر في إخراج زروعهم إلى أن استصفوها وأمر السلطان بهدم قصورهم فهدمت وأعطى كروان بلادهم ورجع إلى فاس مظفرا منصورا ثم لم يقم بها إلا يسيرا حتى خرج إلى تازا وترك عامل فاس أبا العباس أحمد اليموري ببلاد الحياينة لقبض خراجهم ولما احتل بتازا جهز العساكر إلى وجدة مع الشيخ عبد الله بن الخضر لجباية قبائلها وجهز جيشا آخر مع عامل سجلماسة أبي عبد الله محمد الصريدي فنزل ملوية وجبى قبائلها وطلع إلى بلاد الصحراء مع أوديتها إلى ناحية فجيج فجبى أموال تلك النواحي ثم توجه إلى سجلماسة ففرق الجيش على أقاليم صحرائها درعة والفائجة وتدغة وفركلة وغريس وزيز والخندق ومدغرة والرتب فجبى أموال تلك القبائل كلها وقرر عماله ونوابه بكل إقليم منها ومهد طريق الصحراء ورجعت عساكره منصورة