@ 106 @ .
وفي هذه السنة حدث الوباء ببلاد المغرب وعم حاضره وبواديه ولما فشا بمراكش وأعمالها رجع السلطان إلى مكناسة وترك أخاه المولى الطيب نائبا عنه بها فبلغه أثناء الطريق وفاة كاتبه أبي عبد الله محمد بن عثمان تركه بمراكش مصابا بالوباء .
قال صاحب البستان فلما وصل السلطان إلى مكناسة استقدمني من فاس فقدمت عليه وقلدني كتابته بعد أن أخرني عنها سنة وفي أثناء ذلك بلغه وفاة إخوته الأربعة خليفته المولى الطيب والمولى هشام والمولى حسين والمولى عبد الرحمن بالوباء الثلاثة الأول بمراكش والرابع بالسوس ودفن المولى هشام والمولى حسين بقبة إلى جنب الشيخ الجزولي رضي الله عنه وقبرهما مشهور بمراكش .
قال صاحب البستان فبعثني السلطان إلى مراكش لآتيه بمتخلف إخوته الذين هلكوا بها ومتخلف الكاتب ابن عثمان وبعث معي خيلا وبغالا لأحمل المتخلف المذكور والوباء لا زال لم ينقطع قال فوصلت إلى مراكش وجمعت المتخلف ورجعت به إلى فاس وقد ارتفع الوباء وازدهرت الدنيا ودرت ألبان الجباية للسلطان وفي هذه المدة قدم على حضرة السلطان باشدور الإصبنيول فعقد معه شروط المهادنة وكان الذي تولى عقدها معه الكاتب ابن عثمان المكناسي قبل وفاته بيسير وهي ثمانية وثلاثون شرطا مرجعها إلى الصلح والأمان من الجانبين إلا أنها أشد بيسير من الشروط التي انعقدت مع السلطان المرحوم سيدي محمد رحمه الله من ذلك أن شروط سيدي محمد كانت تتضمن أنه إذا تشاجر مسلم ونصراني فالذي يفصل بينهما هو الحاكم إلا أن القنصل يحضر وقت الفصل عسى أن يدفع عن ابن جنسه بحجة إن كانت وصارت شروط السلطان المولى سليمان تتضمن أن كل واحد منهما يتولى أخذ الحق منه حاكمه ويدفعه لخصمه وإذا فر نصراني من سبتة أو مليلية أو نكور أو بادس وأراد إسلاما فلا بد من حضور القنصل إن كان وإلا فالعدول يسمعون منه ثم شأنه وما يريد