@ 99 @ .
فعله ثم نهض على تفئة ذلك من فاس يريد تامسنا إذ لم يشف المولى عبد الملك الغليل في ضبطها فلما بلغ كتاب السلطان المولى عبد الملك أنف من ذلك العتاب وكانت له وجاهة عند السلطان الأعظم سيدي محمد بن عبد الله وكان من كبار بني عمه وخواص قرابته ثم اتصل به الخبر بخروج السلطان من فاس فطارت نفسه شعاعا واستشار بطانته من الشاوية فقال لهم إن هذا الرجل قادم علينا لا محالة وليس له قصد إلا أنا وأنتم فما الرأي قالوا الرأي أن نبايعك ونحاربه قال ذلك الذي أريد فبايعوه ولما انفصل السلطان عن رباط الفتح بعث في مقدمته أخاه وخليفته المولى الطيب وعقد له على كتيبة من الخيل وتبعه السلطان على أثره ولما بات بقنطرة الحلاج جاءه الخبر بأن قبائل الشاوية قد بايعوا المولى عبد الملك بن إدريس واتصل بالمولى عبد الملك وهو بآنفا أن السلطان بائت بالقنطرة فتضاعف خوفه وفر فيمن بايعوه من أهل الشاوية وأخلى مدينة آنفا من خيله ورجله ففرح أهلها بخروجه من بين أظهرهم لئلا يعديهم جربه وبادروا بإخراج المدافع ليلا إعلاما للسلطان بفراره ثم أنفذوا إليه رسلهم بجلية الخبر فهش لهم السلطان وبعث معهم كتيبة من الخيل تقيم بآنفا وتقدم هو بالعساكر إلى قصبة علي بن الحسن فأغار على حلة مديونة وزناته فنهبها وامتلأت أيدي الجيش وأوغل المولى عبد الملك في الفرار إلى جهة أم الربيع وعاد السلطان بالنعم والماشية إلى رباط الفتح فدخلها مؤيدا منصورا ونقل تجار النصارى الذين كانوا بآنفا إلى رباط الفتح وأبطل مرساها واستمرت معطلة إلى دولة السلطان المولى عبد الرحمن بن هشام فأحياها كما سيأتي إن شاء الله ثم ارتحل السلطان المولى سليمان إلى مكناسة فاحتل بها وقال في ذلك العلامة الأديب أبو محمد عبد القادر بن شقرون .
( مولاي أنت الذي صفت مشاربه % إن تغز ناحية أوليتها جلدك ) .
( هذي البشائر وافت وهي قائلة % أعوذ بالله من شر الذي حسدك )