@ 98 @ .
بمراكش فاستولى على ما فيه من الذخيرة والأثاث من متاع المولى هشام ومتخلف المولى يزيد فاضطر أهل مراكش حينئذ إلى مبايعة المولى حسين والخطبة به وكان ذلك سنة تسع ومائتين وألف وافترقت الكلمة بالحوز فكان بعضه كعبدة وأحمر ودكالة مع المولى هشام وبعضه مثل الرحامنة وسائر قبائل حوز مراكش مع المولى حسين واتقدت نار الفتنة بين هؤلاء القبائل وتفانوا في الحروب إلى أن بلغ عدد القتلى بينهم أكثر من عشرين ألفا هذا كله والسلطان المولى سليمان مقيم بفاس معرض عن الحوز ومتربصين بأهله الدوائر إلى أن ملوا الحرب وملتهم وكان ذلك من سعادته فصاروا يتسللون إليه أرسالا ويسألونه الذهاب إلى بلادهم ليعطوه صفقة بيعتهم فكان يعدهم بذلك ويقول إذا فرغت من أمر الشاوية قدمت عليكم إن شاء الله $ ثورة المولى عبد الملك بن إدريس بآنفا والسبب في ذلك $ .
كانت قبائل الشاوية منذ هزموا جيش المولى الطيب بن محمد وهم حذرون من سطوة السلطان عالمون بأنه غير تاركهم فعزموا على تلافي أمرهم عنده وأوفدوا عليه جماعات من أعيانهم المرة بعد المرة يسألونه أن يولي عليهم رجلا يكونون عند نظره ويقفون عند أمره ونهيه فولى عليهم ابن عمه وصهره على أخته المولى عبد الملك بن إدريس بن المنتصر ووجهه معهم فقدم المولى عبد الملك أرض تامسنا ونزل بمدينة آنفا وهي المسماة اليوم بالدار البيضاء وتولى القيام على مستفاد مرساها وصار يسهم فيه لأعيان الشاوية الذين معه وكان قصده بذلك أن يتألفهم على الطاعة والخدمة فلما حصل لهم ذلك السهم من المال تطاولوا إلى الزيادة عليه وقد قيل في المثل قديما لا تطعم العبد الكراع فيطمع في الذراع فصار المولى عبد الملك يقاسمهم المستفاد شق الأبلمة فلما بلغ السلطان ذلك كتب إليه يعاتبه على