@ 199 @ الفلانية لا يحولون عن ذلك ولا يزولون خلفا عن سلف وينادون باسمه ويتسغيثون به ويفزعون في مهماتهم إليه معتقدين أن التقرب إليه نافع والإنحراف عنه قيد شبر ضار مع أن النافع والضار هو الله وحده وإذا ذكر لهم شيخ آخر أو دعوا إلي حاصوا حيصة حمر الوحش من غير تبصر في أحواله هل يستحق ذلك التعظيم أم لا فصار الأمر عصبيا وصارت الأمة بذلك طرائق قددا ففي كل بلد أو قرية عدة طوائف وهذا لم يكن معروفا في سلف الأمة الذين هم القدوة لمن بعدهم وغرض الشارع إنما هو في الإجتماع وتمام الألفة واتحاد الوجهة وقد قال تعالى لأهل الكتاب ! < تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم > ! الآية وقد ذم قوما فرقوا دينهم وكانوا شيعا وإنما الشأن في أهل الخصوصية والدين أن يكونوا عند العاقل المحتاط لدينه كأسنان المشط بحيث يحبهم لله وفي الله ويستشفع بهم إلى الله ويسأله تعالى أن يكرمه بما أكرمهم به من الخير والهدى والدين وليحبهم حب التشرع لا حب التشيع وليتأدب معهم ولا يقدم على مفاضلتهم بالهوى والرجم بالغيب فإن ذلك متوقف على الإطلاع على منزلتهم عند الله وذلك محجوب عنا وإذا نزلت به حاجة فليفرغ في قضائها إلى مولاه الذي خلقه ورزقه مستشفعا إليه بنبيه الذي هداه للإيمان على يده ثم بخواص الأمة الذين هم آباؤنا في الدين فإن المطلوب من العبد أن يصرف وجهته وقصده في جميع أموره ويتعلق فيها بالله بحيث لا يطلبها إلا منه ولا يتكل فيها إلا عليه قاطعا للنظر عن كل ما سواه اللهم إلا على سبيل التوسل والإستشفاع كما قلنا هذا هو التوحيد الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم وإليه دعا وعليه قاتل وسواه شرك ومنابذا لما جاء به ! < إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله > ! .
ثم استرسل هؤلاء الطغام في ضلالهم حتى صارت كل طائفة تجتمع في أوقات معلومة من مكان مخصوص أو غيره على بدعتهم التي يسمونها الحضرة فما شئت من طست وطار وطبل ومزمار وغناء ورقص وخيط