@ 48 @ .
بعث إليهم السلطان قائدهم سعيد بن العياشي الذي خلعوه أيام الفتنة وأوصاه أن يقيم بدار عربي حتى يقدم عليه عبيد طنجة والعرائش فانتهى إليها ووافاه بها عبيد طنجة فنزلوا عليه بقضهم وقضيضهم ووصلت الإبل والبغال إلى أهل العرائش فجاؤوا حتى نزلوا مع إخوانهم كما رسم السلطان .
ثم إن السلطان رحمه الله نهض من رباط الفتح حتى وافى مشرع مسيعيدة من وادي سبو ثم انتقل منه إلى سوق الأربعاء من بلاد سفيان ثم تقدم إلى قبائل الغرب وبني حسن أن يسيروا إلى العبيد ويعسكروا عليهم من جميع الجهات فامتثلوا ولما استداروا حولهم وأحاطوا بهم إحاطة بياض العين بسوادها قدم السلطان ودعا رؤساء القبائل فحضروا عنده فقال لهم إني قد أعطيتكم هؤلاء العبيد بأولادهم وخيلهم وسلاحهم وكل مالهم فاقتسموهم الآن وكل واحد منكم يأخذ عبدا وأمة وأولادهما فالعبد يحرث والأمة تطحن والولد يرعى الماشية فحذوهم وتقلدوا سلاحهم واركبوا خيولهم والبسوا كساهم بارك الله لكم فيهم فأنتم عسكري وجندي دونهم فلما سمعت قبائل الغرب وبني حسن هذا الكلام من السلطان وثبوا على العبيد من غير أن تكون منهم وقفة واقتسموهم في أسرع من لحس الكلب أنفه وتوزعوهم شذر مذر وصيروهم عبرة لمن اعتبر .
وقفل السلطان راجعا إلى رباط الفتح ولما دخله نفى العبيد الذين بها إلى مراكش فأنزلهم بها بعد أن عزل عنهم قوادهم وولى مكانهم غيرهم واستمر عبيد طنجة والعرائش موزعين في القبائل أربع سنين ثم عفا عنهم واستردهم من القبائل إلى الجندية وأركبهم وكساهم وسلحهم لكنه ميزهم وجعلهم قبائل في الخلط وطليق منهم أنزلهم بقصر كتامة وسفيان وبنو مالك أنزلهم بمسيعيدة وبنو حسن أنزلهم بسيدي قاسم والحياينة وأهل الجبل أنزلهم بتامدرت من أعمال فاس وأقاموا هنالك عدة سنين يوجهون حصتهم في البعوث ويعسكرون مع السلطان متى احتاج إليهم ثم جمعهم رحمه الله بعد ذلك ونقلهم إلى مراكش وأقبل عليهم بالعطاء إلى أن عادوا أحسن مما