@ 24 @ .
الله الموقع وعظم في عينيه وكان كريم الطبع يحب الفخر ويعنى به فأطلق لطاغية الإصبنيول جميع من كان تحت يده من أسارى جنسه وعززهم بأسرى غير جنسه أيضا لتكون للطاغية بذلك مزية على سائر الأجناس وبعث معهم بهدية فيها عدد من الأسود على يد قائد سبتة فاتصل ذلك كله بالطاغية فطارت نفسه شعاعا من شدة الفرح وشمر عن ساعد الجد وهيأ هدية استوفى فيها غاية مقدوره وبعثها مع كبراء القسيسين والفسيان وأصحبهم كتابا أفصح به عما بين جنبيه للسلطان من المحبة والاعتراف بالفضل والمنة وطلب منه مع ذلك أن يتفضل عليه ببعث أحد أرباب دولته وكبرائها لتتشرف أرضه بمقدمه وتشتهر هذه المواصلة والملاحظة عند أجناس الفرنج فيعظم بذلك قدره ويكمل فخره فأسعفه السلطان رحمه الله بذلك وبعث إليه خاليه الرئيسين أبا يعلى عمارة بن موسى وأبا عبد الله محمد بن ناصر وكلاهما من الودايا ومعهما كاتبه أبو العباس أحمد الغزال بعثه كاتبا لهما لا غير فلما وصلوا إلى جبل طارق كتب الغزال إلى بعض وزراء السلطان يقول له إني أريد منك أن تعرف أمير المؤمنين أن هذين الرجلين لا معرفة لهما بقوانين النصارى وإني قد خفت عاقبة الأمر فيما ينشأ عن رأيهما فلا يؤاخذني أمير المؤمنين بشيء من ذلك إن كان فأخبر الوزير السلطان فقال صدق وقد ندمت على تقديمهما عليه وما راعيت إلا منزلتهما والآن فاكتب إلى الطاغية وقل له إني قد بعثت إليك بكاتبي أحمد الغزالي باشدورا وابعث بالكتاب إلى الغزال فإذا بلغه فليستمسك به وليحز الكتاب الأول الذي عندهما ويلي الأمر دونهما فلما بلغه كتاب السلطان امتثل وقضى الغرض على الوجه المطلوب وأبقى ذكرا جميلا رحمه الله .
وفي هذه السنة أعني سنة تسع وسبعين ومائة وألف ألزم السلطان أهل فاس ببعث الإدالة منهم إلى الصويرة وهي خمسون راميا بقائدها وفقيه مدرس ومؤقت ومؤذن وشاهدان وأسقط عنهم البعث الذي كانوا يفرضونه للمملوك