@ 22 @ .
صبيحة يوم الاثنين أرسل الله عليهم الريح ففرقت مراكبهم ونفس الله عن المسلمين وفي يوم السبت الآتي بعده رجعوا فرموا مائة وعشرين وفي يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من الشهر المذكور رموا مائة ونيفا وثلاثين ولم يستشهد من المسلمين في تلك المدة سوى رجل واحد اه قال الغزال ثم إن الفرنسيس عالج ما انصدع من أجفانه في حرب سار ثم هجم على ثغر العرائش قال السدراتي فرمى عليها فيما ذكروا أربعة آلاف نفض ونيفا وثلاثين نفضا وخربوها وهدموا دورها ومسجدها قال وذلك مفتتح سنة تسع وسبعين ومائة وألف وفي يوم الخميس الثاني من المحرم وقيل التاسع منه ليلة عاشوراء اقتحموا المرسى في خمسة عشر قاربا مشحونة من العسكر بنحو الألف وفيها من الشلظاظ والفسيان عدد كثير وتصاعدوا مع مجرى الوادي إلى مراكب السلطان التي كانت هنالك فحرقوا سفينة منها وهي التي غنمها المسلمون منهم وعمدوا إلى أخرى فكسروها بالمعاول والفؤوس ثم تكاثر عليهم المسلمون وقاتلهم بنو جرفط وأهل الساحل حتى ردوهم عل أعقابهم .
ولما انقلبوا راجعين إلى مراكبهم وجدوا عرب الغرب مع قائدهم حبيب المالكي قد أخذوا بمخنقهم على فم المرسى وانبثوا لهم على الحجر الذي هنالك وبعث الله ريحا من جهة البحر عظمت بها أمواجه ومنعتهم من الخروج فكانوا إذا توسطوا الوادي ليخرجوا ردتهم الريح وإذا انحازوا إلى أحد الشطين رماهم المسلمون بالرصاص حتى استأصلوا جمهورهم ثم سبحوا إليهم حتى خالطوهم في قواربهم فاستاقوا أحد عشر قاربا ونجا أربعة وتقسمهم المسلمون بين قتيل وأسير وتفرقوا في الأعراب والبادية أيدي سبا ثم أمر السلطان بجمعهم وأعطى كل من أتى بأسير منهم مالا وكسوة فاجتمع منهم نحو الخمسين فبقوا في الأسر إلى أن توسط في فدائهم طاغية الإصبنيول ففدوا بمال له بال