@ 21 @ .
وظيف الأعشار ترغيبا لهم فيها فأهرعوا إليها من كل أوب وانحدروا إلى مرساها من كل صوب فعمرت في الحين واستمر الترخيص لهم فيها مدة من السنين ثم رد أمرها إلى ما عليه حال المراسي من أداء الصاكة وغيرها من اللوازم وهي الآن بهذا الحال والله تعالى أعلم $ هجوم الفرنسيس على ثغر سلا والعرائش ورجوعه عنهما بالخيبة $ .
قد قدمنا ما كان للسلطان سيدي محمد بن عبد الله رحمه الله من الولوع بأمر البحر والجهاد فيه فلم تزل قراصينه تتردد في أكناف البحر وتجوس خلال ثغور الكفر فتقتل وتأسر وتغنم وتسبي إلى أن ضاق بهم رحب الفضاء وكاد يستأصل جمهورهم حكم القضاء فمنهم من فزع إلى طلب المهادنة وحسن الجوار ومنهم من كذبته نفسه فتطاول إلى الأخذ بالثأر .
ومن هذا القسم الثاني جنس الفرنسيس فإن قراصين السلطان رحمه الله كانت قد غنمت منه مركبا ساقته إلى مرسى العرائش وغنمت منه غير ذلك في مرات متعددة فدعاه ذلك إلى أن هجم على ثغر سلا أواخر سنة ثمان وسبعين ومائة وألف قال الغزال في رحلته رمى الفرنسيس بمرسى سلا من الأنفاض والبنب ما ظن أنه يحصل به على طائل فأجيب منها بضعف ذلك فلم يلبث إلاوأجفانه هاربة تقفو أواخرها الأوائل وفر هاربا مهزوما ساقط الألوية مذموما اه ورأيت بخط الفقيه العلامة أبي العباس أحمد بن المكي السدراتي السلاوي رحمه الله ما صورته هجم الفرنسيس على مدينة سلا يوم الجمعة الحادي عشر من ذي الحجة متم سنة ثمان وسبعين ومائة وألف فأقاموا يوم الجمعة ويوم السبت بظاهر البحر لم يفعلوا شيئا وفي يوم الأحد تقدمت سفنهم فرموا من البنب مائة وسبعا وسبعين وهدمت الدور وفر النساء والصبيان خارج البلد ولم يبق بها إلا القليل وكان يوما مشهودا وفي