@ 13 @ $ إيقاع السلطان سيدي محمد بن عبد الله بالودايا والسبب في ذلك $ .
كان هؤلاء الودايا أحد أركان العسكر الإسماعيلي حسبما تقدم وكان المولى إسماعيل رحمه الله قد اعتنى بشأنهم وأخذ بضبعهم وجمعهم بعد الفرقة وأغناهم بعد العيلة وأسكنهم فاسا الجديدة وأعماله فاستوطنوه وألفوه وصاروا هم أهله بين سائر الجند فكان لهم في الدولة الغناء الكبير واتخذوا الدور والقصور وتوالت عليهم بالعز وإباية الضيم السنون والشهور .
ولما توفي رحمه الله كانوا بفاس الجديد على غاية من تمام الشوكة وكمال العصبية وقد ملكوا أمر أنفسهم على الدولة وغلظت قناتهم على من يريد غمزها من أهلها فكانت أحكام الملوك من أولاد المولى إسماعيل لا تمضي عليهم سيما مع ما حازوه من شرف الخؤلة للسلطان المولى عبد الله الذي هو أكبرهم قدرا وأعظمهم صيتا وكان شأنه معهم أن يستكثر بهم تارة وعليهم أخرى والفتن فيما بين ذلك قائمة حسبما مر شرح ذلك مستوفى .
فلما كانت أواخر دولة السلطان المولى عبد الله وهلك محمد واعزيز كبير البربر افترقت آيت أدراسن وجروان ووقعت الحرب بينهم مرتين أعان فيها الودايا جروان وألحوا على آيت أدراسن بالنهب والقتل حتى أجلوهم من تلك البلاد .
ثم لما بويع السلطان سيدي محمد انحاز إليه آيت أدراسن إذ هم شيعة أبيه أيام محمد واعزيز فولى عليهم ولد محمد واعزيز وأنزلهم بأحواز مكناسة إذ كان عالما بما ناله من جروان والودايا وتظاهرهم عليهم واشتغالهم مع ذلك بإفساد السابلة وقبض الخفارات عليها وكان رئيسهم لذلك العهد رجلا يقال له جبور لصا مبيرا فآخى السلطان سيدي محمد بين آيت أدراسن وآيت يمور وحالف بينهم وأوصى عامله على مكناسة