@ 184 @ .
وأما السلطان المولى عبد الله فإنه لما سمع بذهاب عبيد مكناسة إلى مراكش أعطى الودايا عشرة آلاف ريال وأعطى العبيد الذين معه ثلاثة آلاف ريال ولما قدم عبيد مكناسة على السلطان بكتاب ابنه سامحهم وأعطاهم عشرين ألف ريال وتم الصلح بينهم وبينه وعادوا إلى مكناسة مغتبطين .
وفي هذه السنة بعث سيدي محمد من مراكش بهدية إلى والده مع جماعة من أصحابه فأثنى عليه خيرا ودعا له به وفيها ورد الخبر بأن أهل تطاوين قتلوا عاملهم أبا عبد الله الحاج محمدا تميم ثم قدم جماعة منهم على السلطان معتذرين من قتله فقال لهم أنتم وليتموه عليكم وأنتم قتلتموه فاختاروا لأنفسكم فوقع اختيارهم على أبي عبد الله الحاج محمد بن عمر الوقاش فولاه عليهم وانصرفوا إلى بلدهم .
ثم دخلت سنة خمس وستين ومائة وألف فيها قدم أهل تطاوين على السلطان المولى عبد الله لحضور عيد المولد الكريم وبيدهم هدية مقدارها ثلاثون ألف مثقال وقدم بصحبتهم باشدور الإصبنيول ومعه مائة ألف ريال وما يناسبها من الحرير والملف والكتان وغير ذلك بقصد فكاك أسرى جنسه فقبض السلطان المال وقال للباشدور حتى تأتوا بأسرى المسلمين وأعطى العبيد من ذلك المال ريالين لكل واحد وأعطى نساءهم مثل ذلك وكانوا ألفين ومائتين .
ثم دخلت سنة ست وستين ومائة وألف فيها قدم عبيد مكناسة على السلطان لحضور العيد فأعطاهم عشرة آلاف ريال وفيها نهض أهل فاس لشراء الخيل والعدة والإكثار منها .
وفيها انعقدت الشروط بين السلطان وبين جنس الإصطادوس وهم سبع قبائل من الفلامنك وهي اثنان وعشرون شرطا مرجعها إلى عقد الأمان والصلح بين الإيالتين وأن يجعل جنس الإصطادوس قنصلا أو أكثر بالبلد الذي يختاره من بلادنا ويكون يعطي خط يده المسمى بالباصبورط لمن