@ 183 @ حسبما مر الخبر عن ذلك مستوفى .
ولما تم لسيدي محمد مع العبيد ما أراد من مراجعتهم طاعة والده ارتحل من مكناسة في جيشه الذي قدم به من الحوز وكان نحو أربعة آلاف واستصحب معه جماعة من أعيان العبيد وقدم على والده بدار الدبيبغ فخرج الودايا وأهل فاس لملاقاته وفرحوا بمقدمه ولما دخل على والده أدى التحية وأهدى إليه هدية نفيسة وشفع للعبيد عنده فشفعه فيهم وقال له لا تبت هنا فقال نعم يا سيدي ولم يبت إلا برأس الماء وأصبح غاديا إلى مراكش ثم حضر العبيد فقدم على السلطان جماعة من جروان وبني مطير فأعطاهم عشرين ألف مثقال وقدم عليه قواد العبيد من مكناسة فلم يعطهم شيئا .
وفي هذه السنة توفي المولى أحمد ابن السلطان المولى عبد الله بفاس ودفن بقبور الأشراف رحمه الله $ انحراف العبيد ثانية عن السلطان المولى عبد الله والتجاؤهم إلى ابنه سيدي محمد بمراكش والسبب في ذلك $ .
لما أعطى السلطان المولى عبد الله بني مطير وجروان عشرين ألف مثقال وحرم العبيد قامت قيامتهم وقلبوا للسلطان ظهر المجن واتفقوا على الذهاب إلى ابنه سيدي محمد بمراكش فقدموا عليه في ذي القعدة سنة أربع وستين ومائة وألف وقالوا له إما أن تكون سلطاننا وإما أن نبايع عمك المولى المستضيء وشكوا إليه إهمال والده جانبهم وقالوا له إنه أعطى البربر أعداء الدولة وحرمنا فرضخ لهم بشيء من المال طيب به نفوسهم وكتب لهم كتابا إلى والده يستعطفه لهم وانقلبوا من عنده مسرورين