@ 161 @ كانت حرب خفيفة بينه وبين الودايا ومن لافهم من الحياينة وشراقة وأولاد جامع ثم من الغد ركب أحمد الريفي في رماته وتقدم حتى وقف على كدينة تامزيزت فوق القنطرة وعبرت جموعه لارورات ثم عبر المولى المستضيء في جموع العبيد وخلفوا رماتهم ومدافعهم وأثقالهم بالمحلة وكتب المولى المستضيء كتائبه وصف جنوده بذلك البسيط وزحف الودايا وأهل فاس والحياينة وشراقة وأولاد جامع وجاءت البربر بجموعها فأشرفوا عليهم بالعين المقبوة إلى دار ابن عمرو ولما وقعت عينهم على جموع المولى المستضيء ووزيره الريفي بذلك البسيط صاحوا بهم وشدوا عليهم شدة رجل واحد فكانت الهزيمة واستحر فيهم القتل والسلب وازدحموا في القنطرة وتساقطوا في الوادي فهلك الكثير منهم والبربر في أثرهم يقتلون ويسلبون وأما الريفي فإنه لما رأى الهزيمة عليه لم يزد على أن ركب فرسه ونجا برأس طمرة ولجام على الحالة التي وصفها أبو الطيب إذ قال .
( لا يأمن النفس الأقصى فيدركه % فيسرق النفس الأدنى ويغتنم ) .
ولم يعرج هؤلاء ولا أحد من المنهزمة على المحلة حتى انتهى إليها البربر فتركوا اتباع المنهزمة واشتغلوا بنهبها فأتوا على ما فيها من الأخبية والكراع والأثاث الفاخر ولم يتركوا بها إلا المدافع والمهاريس وآلتها من كور وبنب وبارود فإن القائد أبا عزة صاحب الشربيل وقف على ذلك حتى حازه وعاد الناس وقد امتلأت أيديهم من الغنائم فلقيهم طوائف من البربر لم يكونوا قد شهدوا الوقعة فاستلبوا ما بأيديهم .
قال صاحب البستان حدثني السلطان المرحوم سيدي محمد بن عبد الله عن هذه الوقعة وكان قد شهدها وهو في سن البلوغ قال بعثني والدي مع أخوالنا الودايا فلما هبت رياح النصر وانهزم العدو في ساعة واحدة وكنت يومئذ في خمسين فارسا بين ودايا وأصحاب تقدمنا إلى المحلة فوقفنا على قبة الباشا أحمد وأحرزناها ثم أمرت الحمارة فحملوا لنا من صناديق