@ 160 @ $ مشايعة الباشا أبي العباس الريفي للمولى المستضيء على المولى عبد الله وزحفه إلى فاس وما يتصل بذلك $ .
لما دخلت سنة ست وخمسين ومائة وألف أقبل الباشا أبو العباس أحمد ابن علي الريفي في جموع الفحص والجبل والريف قاصدا فاسا وأعمالها حتى نزل بالعسال من مزارع فاس وذلك في الثاني والعشرين من المحرم منها وراود أهل فاس على الانحراف عن طاعة مولاي عبد الله فأبوا .
وأقبل المولى المستضيء في جموع العبيد وعليهم القائد فاتح بن النويني حتى نزل قريبا منه في الثاني والعشرين من صفر ولما زحف هذان الجيشان إلى فاس اضطربت نواحيها ودهش الناس من هول هذا الريفي لأنه جاء في استعداد لم يعهد مثله وأرز الحياينة وشراقة وأولاد جامع إلى أسوار فاس ونزلت حللهم داخلها وخارجها وبعثروا مزارعها وجناتها وانتهبوا مواشيها وهلك الكثير منها جوعا وهزالا وماجت الفتنة موج البحر وارتفعت الأسعار ولقي الناس كل شدة وفي كل صباح ومساء ترعد المدافع وتقرع الطبول بمحلتي المولى المستضيء والريفي فاستعد الناس للحرب وركب السلطان المولى عبد الله من دار الدبيبغ في نحو عشرة من الخيل وأسرع إلى آيت أدراسن وهم بسهب عشار فدخل حلة عبد الله بن يشي منهم وقلب سرجه وسط جموعهم فالتف عليه من حضر منهم وقالوا ما الذي ناب مولانا فقال جئتكم لتنصروني على هذا الجبلي الذي كان خديمنا وعبدنا وأطغاه ما جمع من المال في خدمتنا ثم أراد أن يفضحنا وجرأه علينا أخوانا المستضيء وأراد الاستيلاء على بلادنا وهي في الحقيقة بلادكم وما قصد إلا إهانتكم وأنتم أحق من ينصر أهل البيت ولا يتحمل العار وعليكم السلام ثم ركب فرسه ورجع عوده على بدئه فلم يبت إلا بدار الدبيبغ ومن الغد زحف أحمد الريفي إلا بلاد الحياينة ظنا منه أنهم لا زالوا مقيمين بها فلما لم يجد بها أحدا رجع إلى محله الذي كان به ومن الغد