@ 144 @ $ بدء اختلال أمر السلطان المولى محمد بن عريبة وما تسبب عن ذلك $ .
لما فرق السلطان المولى محمد بن عريبة على العبيد ما عنده من المال لم يقنعهم ذلك واستزادوه فأطلق عفا الله عنه أيدي النهب في أموال المسلمين وأخذ هو في استخراج الحبوب والأقوات من دور أهل مكناسة غصبا وبحث عنها في الأهراء والمطامير وكل من ذكر له أن عنده قمحا أو شعيرا قبض عليه وصادره إلى أن يظهر ما عنده وكل من جلب من أهل البادية حبا اخذ منه كرها فكثر الهرج وعمت الفتنة وفر الناس من مدينتهم وعم النهب خارجها وانقطعت السبل ووقع الناس في حيص بيص والأمر لله وحده $ إغارة السلطان المولى عبد الله على الإصطبل من مكناسة وما نشأ عن ذلك $ .
ثم إن السلطان المولى عبد الله الذي كان مقيما عند البربر قدم ذات ليلة في جماعة من أصحابه حتى دخل الإصطبل وقتل من وجد به من العبيد وحرق أخصاصهم ورجع عوده على بدئه ولما نذر به السلطان المولى محمد بن عريبة نادى في الناس بالنفير وركب في خيله ورجله وقصد السلطان المولى عبد الله وهو بالموضع المعروف بالحاجب ولما رأى العساكر مقبلة إليه والخيل تتعادى خلفه فر بنفسه وترك ابنيته بما فيها فانتهبها العبيد وتبعوه إلى أن بلغوا وادي ملوية فتوغل في الجبال ولم يقفوا له على أثر ولما قفلوا راجعين اعترضهم البربر وتسايلوا عليهم من المخارم والشعاب فصدقوهم القتال وهزموهم واستلبوا ما معهم من الأثقال ورجعوا بخفي حنين .
قال في البستان ولما انتهوا إلى أحواز صفرو بعث المولى محمد ابن