@ 97 @ .
حمدون الروسي ثم بعد ذلك عمد حمدون الروسي إلى عبد الخالق بن يوسف فقتله فقبض السلطان عليه وعلى أخيه مسعود وولي على فاس حمو قصارة ثم بعد أيام قدم أبو علي الروسي واليا على فاس وفي هذه السنة ورد الخبر بموت المولى أبي مروان بالمشرق وفيها عزل السلطان أولاده عن الأعمال كلها ولم يترك إلا ولي العهد المولى أحمد بتادلا ثم بعث ولده المولى عبد الملك إلى مراكش وولاه قطر السوس واستقامت الأمور وسكنت الرعية وهدأت البلاد واشتغل السلطان ببناء قصوره وغرس بساتينه والبلاد في أمن وعافية تخرج المرأة والذمي من وجدة إلى وادي نول فلا يجدان من يسألهما من أين ولا إلى أين مع الرجاء المفرط فلا قيمة للقمح ولا للماشية والعمال تجبي الأموال والرعايا تدفع بلا كلفة وصار أهل المغرب كفلاحي مصر يعملون ويدفعون في كل جمعة أو شهر أو سنة ومن نتج فرسا رباه حتى إذا بلغ أن يركب دفعه إلى العامل وعشرة مثاقيل معه ثمن سرجه هذا إذا كان المنتوج ذكرا فإذا كان أنثى ترك له ويدفع للعامل مثقالا واحدا ولم يبق في هذه المدة بأرض المغرب سارق ولا قاطع طريق ومن ظهر عليه شيء من ذلك وفر في القبائل قبض عليه بكل قبيلة مر عليها أو قرية ظهر بها فلا تقله أرض حتى يؤتى به أينما كان وكلما بات مجهول حال بحلة أو قرية ثقف بها إلى أن يعرف حاله ومن تركه ولم يحتط في أمره أخذ بما اجترحه وأدى ما سرقه أو اقترفه من قتل أو غيره .
وكانت أيامه رحمه الله غزيرة الأمطار كثيرة البركة في الحراثة والتجارة وغيرهما من أنواع المعاش مع الأمن والخصب والرخاء المحتد بحيث لم يقع غلاء طول أيامه إلا مرة واحدة فبلغ القمح في أيامه ست أواق للمد والشعير ثلاث أواق للمد ورأس الضأن ثلاث أواق ورأس البقر من المثقال إلى المثقالين سائر أيام الرخاء والسمن والعسل رطلان بالموزونة والزيت أربعة أرطال بالموزونة هكذا نقله صاحب البستان وهو مخالف لما سيأتي في الحوادث من أن الجدب والغلاء قد بلغا مبلغهما أعوام التسعين وألف ولعل ما ذكره صاحب البستان كان في آخر دولة السلطان المذكور