@ 90 @ .
للصلح الذي كان انعقد بينه وبين السلطان مصطفى العثماني كما مر .
ثم دخلت سنة اثنتي عشرة ومائة وألف فيها غزا السلطان بلاد الشرق وحارب الترك بها لانتقاض الصلح الذي كان بينه وبينهم بسبب غارات المولى زيدان المتقدمة ولما قفل السلطان من وجهه هذه هلك من جنده أثناء الطريق عدد كبير من العطش فمن أهل فاس بالخصوص أربعون نفسا سوى من هلك من غيرهم وفي هذه السنة قتل القائد عبد الخالق بن عبد الله الروسي صاحب فاس عبدا من عبيد دار السلطان دخل عليه بغير إذنه فقتله فبعث السلطان ولده المولى حفيدا من مكناسة إلى فاس ليأتيه به فاستشفع إليه عبد الخالق بالعلماء والأشراف فلم يقيده المولى حفيد وذهب به مسرحا فلما دخل على السلطان بمكناسة عفا عنه ورجع إلى فاس سالما .
ثم دخلت سنة ثلاث عشرة ومائة وألف فيها استدعى السلطان عبد الخالق الروسي من فاس فلما قدم عليه قتله وبعث ابنه المولى زيدان إلى فاس وبعث معه حمدون بن عبد الله الروسي واليا عليها بدلا من أخيه المقتول والله أعلم $ تنازع أولاد السلطان وثورة المولى محمد العالم منهم بالسوس ومقتله $ .
لما دخلت سنة أربع عشرة ومائة وألف وصل المولى عبد الملك بن السلطان صاحب درعة إلى ضريح المولى إدريس الأكبر بزرهون مهزوما لاستيلاء أخيه المولى أبي النصر على درعة وتغلبه على تلك النواحي فبعث السلطان ولده المولى الشريف إلى درعة واليا عليها فثار المولى محمد العالم ببلاد السوس ودعا لنفسه وزحف إلى مراكش فحاصرها في رمضان من السنة المذكورة وفي العشرين من شوال اقتحمها عنوة بالسيف فقتل