@ 78 @ .
الذين كانوا على حصارها بعدم النصح في افتتاحها لئلا يبعث بهم بعدها إلى حصار البريجة فيبعدوا عن بلادهم مع أنهم قد سئموا كثرة الأسفار ومشقات الحروب واستمر الحال إلى أن مات القائد أبو الحسن علي بن عبد الله الريفي وولى بعده ابنه القائد أبو العباس أحمد بن علي والقتال لا زال والحال ما حال وفي كل سنة يتعاقب الغزاة عليها والسلطان مشتغل بتمهيد المغرب ومقاتلة برابرة جبل فازاز وغيرهم ولم يهيىء الله فتحها على يديه ودار القائد أحمد بن علي ومسجده اللذان بناهما بإزاء سبتة أيام الحصار لا زالا قائمي العين والأثر إلى اليوم وحكى الغزال في رحلته أنه رأى بأحد أبواب سبتة خرقا قديما لم يصلح فسأل أهلها عنه فقالوا إنه من أثر الرمي الذي كان يرميه الجيش الإسماعيلي وهو أثر كرة خرقت الباب ونفذت إلى داخل البلد وتركناه على حاله ليعتبر به من يأتي بعدنا ويزداد احتياطا وحزما أو كلاما هذا معناه والله تعالى أعلم $ غزو السلطان المولى إسماعيل برابرة فازاز وإيقاعه بهم $ .
كان السلطان المولى إسماعيل رحمه الله في هذه المدة مشتغلا بتمهيد المغرب واستنزال أممه من معاقلهم إلى أن فتح أقطاره كلها وبنى قلاعها ورتب حاميتها ولم يبق له بالمغرب كله إلا قنة جبل فازاز الذي فيه آيت ومالو وآيت يف المال وآيت يسرى فعزم على النهوض إليه وافتضاض عذرته .
ولما أراد الخروج إليهم استخلف على فاس الجديد كبير أولاده المولى أبا العلاء محرزا وبعث إلى مراكش ابنه المولى أبا اليمن المأمون وترك بمكناسة ابنه المولى محمد المدعو زيدان وكان فارس أولاده الموجودين يومئذ .
ولما ولي المأمون على مراكش أمر برئيس الحضرة وإمام الكتاب الفقيه أبا العباس أحمد اليحمدي أن يعطيه التقليد ويوصيه بما تنبغي الوصاية به