@ 73 @ .
( على المرء أن يسعى لما فيه نفعه % وليس عليه أن يساعده الدهر ) .
اللهم إنا نسألك العفو والعافية والتوفيق واللطف فيما جرت به المقادير يانعم المولى ونعم النصير $ فتح العرائش $ .
وفي هذه السنة أعني سنة مائة وألف في آخر شوال منها سار القائد أبو العباس أحمد بن حدو البطوئي في جماعة من المجاهدين لحصار العرائش وكان الإصبنيول خذله الله قد استولى عليها على يد الشيخ بن المنصور السعدي كما مر فنزل القائد أبو العباس المذكور عليها وضيق على الكفار الذين بها وحاصرهم نحوا من ثلاثة أشهر ونصف كذا في النزهة وقال المؤرخ منويل إن مدة الحصار كانت خمسة أشهر قال وكان طاغية الفرنسيس وهو لويز الرابع عشر قد أعان المولى إسماعيل على فتح العرائش وحاصرها بحرا بخمس فراقط وقطع عنها المادة مدة ثم أقلع عنها ثم بعد ذلك كان الفتح قال في النزهة فتحها المسلمون بعد معاناة شديدة وذلك أنهم حفروا المينات تحت خندق سورها الموالي للمرسى وملؤوها بارودا ثم أوقدوها بالنار فنفطت وسقط جانب من السور فاقتحم المسلمون منه وتسلقوا إلى ما كان من النصارى على الأسوار فوقعت ملحمة عظيمة وفر باقيهم إلى حصن القبيبات الذي بناه المنصور السعدي واعتصموا به يوما وليلة فخامر قلوبهم الجزع وطلبوا الأمان فأمنهم القائد أبو العباس المذكور على حكم السلطان فنزلوا عليه فأخذوا أسارى بأجمعهم ولم يعتق منهم إلا أميرهم وحده وتم الفتح وذلك يوم الأربعاء الثامن عشر من المحرم سنة إحدى ومائة وألف وما في البستان وقلده صاحب الجيش أن نصارى العرائش اعتصموا بحصن القبيبات سنة كاملة خطأ لا يعول عليه .
وكان عدد نصارى العرائش قبل الاستيلاء عليهم ثلاثة آلاف ومائتين