@ 72 @ .
قائمة العين والأثر بآفاق المغرب يعرفها الخاص والعام إلى الآن هكذا وجد في كناش كاتب الدولتين الرشيدية والإسماعيلية الفقيه أبي الربيع سليمان بن عبد القادر الزرهوني المتوفى بتارودانت سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف وكان عنده دفتر العسكر كله سواء السواد الأعظم والمتفرق في قلاع المغرب .
قال صاحب البستان وأين هذا مما نقله المؤرخون على وجه الغرابة من أن الخليفة المعتصم بن رشيد رحمهما الله بلغ عدد مماليكه الذين اشتراهم والذين جلبهم من بلاد الترك ثمانية عشر ألفا قال وهذا العدد الذي جمعه أمير المؤمنين المولى إسماعيل رحمه الله من العبيد لو خاض به البحر إلى الأندلس وكانت تلك القلاع سفنا ومراكب جهادية لاستولى عليها والتوفيق من الله اه قلت وهو لعمري كلام مقبول لكن الإنسان مجبور في قالب مختار وتصاريف الأمور جارية بيد الله لا بيد غيره وما ترك من الجهل شيئا من أراد أن يظهر في الوقت غير ما أظهره الله فيه .
وقال الشاعر .
( لا يعرف الشوق إلا من يكابده % ولا الصبابة إلا من يعانيها ) .
وقال الآخر .
( لا تعذل المشتاق في أشواقه % حتى يكون حشاك في أحشائه ) .
وقال .
( واذا ما خلا الجبان بأرض % طلب الطعن وحده والنزالا ) .
ومن أمثال العامة القاعد على الجرف محسن للسباحة هذا كله بالنظر إلى الحقيقة فأما الشريعة فقد قال تعالى ! < وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل > ! الأنفال 60 الآية وعلى كل حال فلا يسوغ للإنسان أن يهمل الاستعداد المأمور به شرعا ويكل الأمر إلى القدر وإلا فيكون مخطئا مخالفا للشرع والطبع قال صلى الله عليه وسلم للأعرابي الذي ترك ناقته مرسلة أعقلها وتوكل وقال الشاعر